أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تحقيق نجاح لافت في برامجها التوعوية الموجهة للقطاع التعليمي، حيث كشف تقريرها النصفي الأول لعام 2025 عن ارتفاع نسبة وعي طلاب المدارس بمخاطر التسمم الغذائي من 70% إلى 100%، وذلك بعد تطبيق برنامج ميداني مكثف. ويُظهر التقرير ذاته قفزة نوعية في المعرفة التغذوية لدى الطلاب، والتي ارتفعت من 45% إلى 99%، مما يعكس فعالية الاستراتيجيات المتبعة في ترسيخ المفاهيم الصحية السليمة لدى النشء.
يأتي هذا الإنجاز في سياق الدور المحوري الذي تلعبه الهيئة كجهة رقابية وتنظيمية تهدف إلى حماية وتعزيز الصحة العامة في المملكة العربية السعودية. وتُعد حملات التوعية، خاصة تلك التي تستهدف المدارس، حجر الزاوية في استراتيجية الهيئة الوقائية، حيث تساهم في بناء جيل واعٍ يمتلك الأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات صحية سليمة. وتتوافق هذه الجهود بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتحديداً برنامج “جودة الحياة” الذي يهدف إلى تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم ببيئة صحية وآمنة.
إن التركيز على الطلاب لا يمثل فقط استثماراً في صحتهم الحالية، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل الصحة العامة للمجتمع بأكمله. فالطلاب اليوم هم المستهلكون وأرباب الأسر غداً، ونقل هذه المعارف والممارسات الصحية إلى أسرهم ومجتمعاتهم يضمن استدامة الأثر الإيجابي. إن الوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء لا تقلل فقط من العبء على النظام الصحي، بل تعزز أيضاً من الثقة في سلامة المنتجات الغذائية المتداولة في السوق المحلي.
في المقابل، سلّط التقرير الضوء على فجوة معرفية مقلقة لدى فئة كبار السن. فقد أظهرت القياسات أن أقل من 40% منهم يدركون الأهمية القصوى لغسل اليدين قبل استخدام الأجهزة الطبية المنزلية، أو ضرورة قراءة التعليمات المرفقة. ويشكل هذا الأمر خطراً صحياً كبيراً، حيث إن الاستخدام الخاطئ لأجهزة مثل قياس السكر في الدم أو ضغط الدم قد يؤدي إلى قراءات غير دقيقة أو حتى الإصابة بالعدوى، مما يستدعي تصميم برامج توعوية مخصصة ومبتكرة تصل إلى هذه الفئة الغالية بفعالية.
وبناءً على هذه النتائج، يتضح أن نهج الهيئة العامة للغذاء والدواء القائم على البيانات والقياس القبلي والبعدي يوفر رؤى دقيقة حول فعالية برامجها، ويساعد في تحديد الفئات التي تحتاج إلى تركيز أكبر. ويؤكد هذا النجاح على المستوى المحلي أهمية الشراكة بين الجهات الصحية والتعليمية، ويقدم نموذجاً يمكن الاستفادة منه إقليمياً لرفع مستوى الوعي الصحي وتعزيز ثقافة الوقاية من المخاطر الغذائية والدوائية.
The post الغذاء والدواء: وعي الطلاب بالتسمم الغذائي يصل 100% بالسعودية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.











