خدمة التحلل من النسك مجاناً في ساحات الحرم المكي لضيوف الرحمن

في خطوة تهدف إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن توفير خدمة “التحلل من النسك” للرجال والنساء بشكل مجاني تماماً في ساحات المسجد الحرام. تأتي هذه المبادرة النوعية ضمن الجهود المستمرة للمملكة العربية السعودية لتيسير أداء المناسك على ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لهم.

وأوضحت الهيئة أن الخدمة تُقدَّم من خلال عربات متنقلة ومجهزة بالكامل، يشرف عليها كوادر متخصصة ومؤهلة لضمان تقديم الخدمة وفق أعلى معايير الصحة والسلامة العامة. وقد تم تصميم هذه العربات لتكون عملية وسهلة الوصول، مما يضمن تجربة آمنة ومنظمة للمعتمرين والحجاج، ويساهم في تسهيل إتمام نسكهم بكل يسر وسهولة.

أهمية التحلل في مناسك الحج والعمرة

يُعد التحلل من النسك، والذي يتمثل في حلق شعر الرأس أو تقصيره، ركناً أساسياً وخطوة ختامية في مناسك العمرة، ومرحلة هامة في مناسك الحج. فبعد أداء الطواف والسعي، يقوم المعتمر أو الحاج بالتحلل للخروج من حالة الإحرام التي تفرض عليه قيوداً معينة. تاريخياً، كان ضيوف الرحمن يبحثون عن أماكن للحلاقة في المناطق المحيطة بالحرم، مما كان يتسبب في بعض الأحيان في الازدحام أو استغلال البعض للحاجة الماسة لهذه الخدمة، مع تفاوت في معايير النظافة والسلامة.

الأثر الإيجابي للخدمة الجديدة

تكتسب هذه الخدمة أهمية بالغة نظراً لتأثيرها المباشر على تجربة الملايين من المسلمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة سنوياً. فعلى الصعيد المحلي، تسهم المبادرة في تنظيم ساحات الحرم المكي وتقليل التجمعات العشوائية، مما يعزز الانسيابية وسهولة الحركة، خاصة في أوقات الذروة. كما أنها تقدم حلاً مثالياً لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى محلات الحلاقة البعيدة.

أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فتعكس هذه الخدمة الصورة الحضارية للمملكة وحرصها الدائم على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وهي رسالة واضحة تؤكد على أن راحة ضيوف الرحمن وسلامتهم تقع على رأس أولويات القيادة الرشيدة، وتتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحسين تجربة الحج والعمرة بشكل شامل.

وأكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنها ماضية في تطوير خدماتها وتحسين آليات عملها بشكل مستمر، بما يواكب التطلعات ويضمن توفير بيئة إيمانية آمنة وصحية تمكّن ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم في أجواء من الخشوع والسكينة.