كشف تقرير حديث صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن تطورات مقلقة في القدرات النووية الصينية، حيث أشار إلى أن بكين قامت بتحميل ما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في ثلاثة مواقع إطلاق تم إنشاؤها حديثًا. ويأتي هذا التقرير ليدق ناقوس الخطر بشأن الوتيرة المتسارعة التي تعمل بها الصين على تحديث وتوسيع ترسانتها النووية، بشكل يفوق أي قوة نووية أخرى في العالم.
خلفية تاريخية وتحول استراتيجي
تاريخيًا، تبنت الصين لعقود طويلة استراتيجية “الردع المحدود”، والتي كانت تهدف إلى امتلاك الحد الأدنى من الأسلحة النووية الكافية لردع أي هجوم محتمل، دون الدخول في سباق تسلح مكافئ مع الولايات المتحدة أو روسيا. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا جذريًا في هذه العقيدة، حيث تسعى بكين إلى تحقيق التكافؤ الاستراتيجي مع القوى العظمى. ويؤكد التقرير أن الصين في طريقها لامتلاك ما يزيد على 1000 رأس نووي بحلول عام 2030، وهو ما يمثل قفزة هائلة مقارنة بمخزونها الحالي الذي قدره التقرير بحوالي 600 رأس حربي في عام 2024، مما يعكس تباطؤًا في معدل الإنتاج مقارنة بالسنوات السابقة ولكنه لا يزال يشير إلى نمو مستمر.
الأهمية والتأثير على الاستقرار العالمي
يثير هذا التوسع النووي الصيني قلقًا عميقًا على المستويين الإقليمي والدولي. فمن ناحية، يغير هذا التطور من ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وقد يدفع دولًا مجاورة مثل الهند واليابان إلى إعادة تقييم سياساتها الدفاعية، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي. وعلى الصعيد الدولي، يأتي هذا التقرير في وقت حرج، خاصة مع اقتراب انتهاء معاهدة “نيو ستارت” لعام 2010، وهي آخر اتفاقية رئيسية للحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا. ومع رفض الصين المستمر الانضمام إلى أي محادثات للحد من التسلح، يواجه العالم خطر الدخول في حقبة جديدة من المنافسة النووية غير المنضبطة بين ثلاث قوى عظمى.
موقف الصين الرسمي
في المقابل، ترفض بكين هذه التقارير بشكل قاطع، وتصفها بأنها محاولات لتشويه سمعتها وتضليل المجتمع الدولي. وتؤكد الصين أن سياستها النووية دفاعية بحتة، وأنها ملتزمة بمبدأ “عدم البدء بالاستخدام”، مشيرة إلى أن ترسانتها لا تزال أصغر بكثير من ترسانتي الولايات المتحدة وروسيا. وتجادل بأن تحديث قدراتها ضروري لضمان فعالية ردعها في مواجهة التطورات التكنولوجية العسكرية الأمريكية، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الصاروخي.
يبقى أن هذا التقرير يسلط الضوء على فصل جديد من التوترات الجيوسياسية، ويؤكد على الحاجة الملحة لفتح قنوات حوار شفافة حول الحد من التسلح لتجنب سوء التقدير والحفاظ على الاستقرار العالمي.
The post البنتاجون: الصين توسع ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.












