بقلم: يورونيوز
نشرت في
منذ بدء ولايته الثانية، اعتمد ترامب بشكل متكرر على عبارة “شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر” في تصريحاته ومنشوراته العامة، وتحولت الجملة إلى توقيع شبه ثابت لمنشوراته، وخصوصًا على منصته “تروث سوشيال”، بعدما كانت شبه غائبة عن خطابه خلال ولايته الأولى.
بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، استخدم ترامب عبارة “شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر” بما لا يقل عن 190 مرة منذ إعادة انتخابه، وفق إحصاء أجرته الصحيفة.
أين وردت العبارة؟
ظهرت العبارة في سياقات شديدة التنوع، بدءًا من التفاخر بتدمير “غواصة تحمل مخدرات” مزعومة، مرورًا بالتذمر من تقليد “البطاقة الزرقاء” في مجلس الشيوخ، وصولًا إلى التهديد بأن الولايات المتحدة قد لا يكون أمامها “خيار” سوى قتل قادة حماس، وعند الإعلان عن رسوم جمركية جديدة.
ولم تقتصر الاستخدامات على ذلك، إذ أوردها أيضًا في سرد شبه لحظي للضربات العسكرية الأمريكية في إيران. كذلك استخدمها في اتهام عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه “شرطي فاسد!”، وفي الإشادة بما وصفه بـ”الشرف العظيم” للقاء ممثلي سويسرا.
وفي إحدى المرات، ختم العبارة بـ11 علامة تعجب، وكان حينها يشكر على “الاهتمام” بضربة استهدفت قاربًا وأدت إلى مقتل ستة أشخاص وُصفوا بأنهم “إرهابيون مرتبطون بالمخدرات”.
لماذا هذه العبارة تحديدًا؟
تنسب صحيفة “واشنطن بوست” تفسير هذه الظاهرة إلى تصريحات صادرة عن فريق ترامب نفسه. فقد أكد مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، أن ترامب هو كاتب جميع منشورات “تروث سوشيال”، بما في ذلك عبارات الشكر هذه. وقال تشيونغ في بيان إن ترامب “يتواصل بشكل مباشر وحاسم، من دون أي التباس”، معتبرًا أن إنهاء الرسائل بهذه العبارة يجعلها “نهائية وقوية”.
وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الأمريكيين يصوتون له بأغلبية كاسحة هو وضوحه واختصاره، “بلا هراء ولا ألعاب”، قبل أن يختم بيانه بالعبارة نفسها: “شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر”.
من جانبه، قال أليكس برويزفيتز، مستشار ترامب والمشارك في إدارة حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي، في مقابلة، إنه يعتقد أن ترامب تنبه إلى شعبية العبارة خلال الأشهر الستة الماضية تقريبًا.
في المقابل، قدّمت مدربة الآداب جاكلين ويتمور قراءة مختلفة، معتبرة أن العبارة قديمة وتنتمي إلى زمن مضى. وأوضحت أن هذه الجملة كانت شائعة عندما كان الناس يكتبون الرسائل قبل البريد الإلكتروني، مضيفة أن ترامب ينتمي إلى ذلك الجيل، وكانت العبارة حينها طريقة مألوفة لإنهاء المراسلات.
وأشارت ويتمور إلى أن المعنى الحقيقي للجملة لا يكمن حرفيًا في شكر شخص على اهتمامه، بل في كونها طلبًا مهذبًا أو حازمًا لتولي أمر ما. وقدمت مثالًا توضيحيًا: “سنذهب في إجازة. هل يمكنك الاهتمام بخدمة العناية بالحديقة؟ شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر”.
لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن استخدام العبارة في سياق إعلان ضربة عسكرية قاتلة ضد قارب يُشتبه في ارتباطه بالمخدرات يبدو غير منسجم. وقالت: “لا أعرف حقًا ماذا يعني ذلك. إذا كان شخص ما يطلب منك القيام بشيء، يصبح من المنطقي الانتباه إلى هذا الأمر تحديدًا. أما إذا كنت تعلن شيئًا فقط، فأنت لا توجّه طلبًا إلى أي طرف”.











