تُعد الصدفية (Psoriasis) واحدة من أكثر الأمراض الجلدية المزمنة شيوعاً وإثارة للقلق لدى المصابين بها، حيث تظهر غالباً على شكل بقع حمراء بارزة تغطيها قشور فضية مميزة. ورغم أن المظهر الخارجي للمرض قد يوحي بأنه مجرد مشكلة سطحية، إلا أن الصدفية في حقيقتها هي اضطراب في الجهاز المناعي يؤدي إلى تسارع دورة حياة خلايا الجلد، مما يتسبب في تراكم الخلايا بسرعة كبيرة على سطح الجلد لتشكل تلك القشور السميكة والجافة والمثيرة للحكة.
طبيعة المرض والأعراض الشائعة
تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر، ولكن العلامة الأكثر تمييزاً هي البقع الحمراء المغطاة بقشور فضية، والتي تظهر عادة على المرفقين، والركبتين، وفروة الرأس، وأسفل الظهر. قد تكون هذه البقع صغيرة ومتقشرة، أو قد تمتد لتغطي مساحات واسعة من الجسم. يصاحب هذه الأعراض غالباً حكة شديدة، جفاف في الجلد قد يؤدي إلى تشققه ونزيفه، بالإضافة إلى احتمالية حدوث تغيرات في الأظافر وتورم في المفاصل، وهو ما يعرف بـ “التهاب المفاصل الصدفية”.
السياق العام والخلفية التاريخية
تاريخياً، عانى مرضى الصدفية من سوء الفهم المجتمعي لطبيعة مرضهم. ففي العصور القديمة، كان يتم الخلط غالباً بين الصدفية والجذام، مما أدى إلى عزل المصابين ونبذهم اجتماعياً. ومع تطور الطب الحديث، تم تصنيف الصدفية كمرض مناعي ذاتي غير معدٍ، مما يعني أنه لا يمكن انتقاله من شخص لآخر عبر التلامس. هذا الفهم العلمي ساهم بشكل كبير في تغيير النظرة تجاه المرضى، إلا أن الحاجة لا تزال ماسة لرفع الوعي العام لتجنب الوصمة الاجتماعية التي قد تلاحق المصابين بسبب مظهر الجلد.
الأهمية والتأثير النفسي والاجتماعي
لا يقتصر تأثير الصدفية على الألم الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً نفسية واجتماعية عميقة. تشير الدراسات إلى أن المصابين بالصدفية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق وتدني احترام الذات، نتيجة للإحراج من مظهر الجلد وتجنب التفاعلات الاجتماعية. على الصعيد الاقتصادي، يمثل المرض عبئاً بسبب تكاليف العلاج المستمرة والحاجة إلى رعاية طبية متخصصة، فضلاً عن التأثير المحتمل على الإنتاجية في العمل أثناء فترات تهيج المرض.
محفزات المرض وطرق العلاج
على الرغم من أن السبب الدقيق للصدفية لا يزال غير معروف بالكامل، إلا أن هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دوراً كبيراً في تحفيزها، مثل التوتر النفسي، والتدخين، والطقس البارد، وبعض أنواع العدوى. وفي حين أنه لا يوجد علاج نهائي للصدفية حتى الآن، إلا أن الخيارات العلاجية تطورت بشكل هائل، بدءاً من الكريمات والمراهم الموضعية، مروراً بالعلاج الضوئي، وصولاً إلى الأدوية البيولوجية الحديثة التي تستهدف أجزاء محددة من الجهاز المناعي للسيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.
The post الصدفية: بقع حمراء وقشور فضية.. الأعراض والعلاج appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.




