أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، على موقف بلاده الثابت والراسخ تجاه وحدة الصف الخليجي، مشدداً على أن أمن وازدهار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو كلٌ لا يتجزأ. ويأتي هذا التأكيد ليعكس الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها المنامة في تعاطيها مع الملفات الإقليمية والدولية، حيث تعتبر البحرين أن الاستقرار في أي دولة خليجية هو ركيزة أساسية لاستقرار المنظومة الخليجية بأكملها.
وحدة المصير والعمل الخليجي المشترك
تندرج تصريحات العاهل البحريني في سياق الجهود المستمرة لتعزيز أواصر التعاون والتكامل بين دول المجلس الست. فمنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في مطلع الثمانينيات، ظل مبدأ "وحدة المصير" هو المحرك الأساسي للسياسات الخارجية للدول الأعضاء. ويرى مراقبون أن إعادة التأكيد على هذا المبدأ في التوقيت الحالي تحمل دلالات هامة، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، مما يستدعي تنسيقاً عالي المستوى لضمان تحييد المنطقة عن الصراعات وتجنيبها المخاطر المحتملة.
الأبعاد الأمنية والاقتصادية للتكامل الخليجي
لا يقتصر مفهوم "الكل الذي لا يتجزأ" على الجانب الأمني والعسكري فحسب، بل يمتد ليشمل الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة. تدرك القيادة البحرينية، ومعها قادة دول المجلس، أن الأمن والاقتصاد وجهان لعملة واحدة؛ فلا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية شاملة وجذب للاستثمارات العالمية دون توفر بيئة أمنية مستقرة. وفي المقابل، يعزز الرخاء الاقتصادي من الجبهة الداخلية ويزيد من منعة الدول ضد التدخلات الخارجية. وتعمل دول الخليج حالياً على مشاريع تكاملية ضخمة، بدءاً من الربط الكهربائي والسككي، وصولاً إلى خطط السوق الخليجية المشتركة، وهي مشاريع تتطلب مظلة أمنية موحدة لحمايتها وضمان استمراريتها.
البحرين ودورها المحوري في تعزيز التضامن
تاريخياً، لعبت مملكة البحرين دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك. ولطالما دعت المنامة إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وهي الدعوة التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها البحرين بحماس. إن تأكيد الملك حمد بن عيسى على ترابط الأمن والازدهار يعيد التذكير بالأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج العربي كمصدر رئيسي للطاقة في العالم وكشريان حيوي للتجارة الدولية، مما يجعل الحفاظ على أمنها مسؤولية مشتركة ذات أبعاد إقليمية ودولية.
ختاماً، تمثل هذه الرؤية الملكية خارطة طريق لمستقبل المنطقة، حيث يظل التكاتف الخليجي هو الحصن المنيع الذي تتحطم عليه كافة التحديات، والضامن الوحيد لمستقبل مشرق ومزدهر لشعوب المنطقة.
The post ملك البحرين: أمن الخليج كل لا يتجزأ ومصير مشترك appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.



