مصطفى كامل يكشف فساد نقابة الموسيقيين وقرارات عاجلة

في خطوة جريئة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية المصرية، خرج الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، عن صمته ليكشف الستار عن تجاوزات إدارية ومالية جسيمة داخل أروقة النقابة. وعبر بث مباشر مطول على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وجه كامل انتقادات لاذعة لبعض أعضاء مجلس الإدارة، مشيراً إلى وجود حالات من التقصير المتعمد وغياب الالتزام بالمسؤوليات الموكلة إليهم.

ثورة تصحيح إداري ومواجهة المؤامرات

أكد النقيب العام للموسيقيين أن الوضع الراهن لم يعد يحتمل السكوت، مشدداً على أن حجم الملفات اليومية المتراكمة يتطلب تفرغاً تاماً وجهداً مضاعفاً من كافة أعضاء المجلس لخدمة الجمعية العمومية. وأوضح كامل بلهجة حاسمة أنه لن يقبل باستمرار سياسة «الأيدي المرتعشة» أو التهاون في حقوق الموسيقيين، معلناً رفضه القاطع لأي مؤامرات داخلية أو مكالمات جانبية تهدف لعرقلة مسيرة الإصلاح التي بدأها، قائلاً: «أنا بموّت نفسي في الشغل، ولن أسمح لأحد بهدم ما بنيناه».

خلفية الأزمة ومسار الإصلاح المالي

تأتي هذه التصريحات النارية في سياق جهود مستمرة يبذلها مصطفى كامل منذ توليه مقعد النقيب خلفاً للفنان هاني شاكر، حيث ورث تركة ثقيلة من الأزمات الإدارية والمالية. ومنذ اليوم الأول، ركز كامل على ملف تعظيم موارد النقابة، وهو ما أثمر بالفعل عن زيادات غير مسبوقة في المعاشات وتطوير منظومة العلاج للأعضاء. ويشير مراقبون للشأن الفني إلى أن هذه المواجهة الحالية تعد حلقة جديدة في سلسلة «تطهير النقابة» واسترداد الأموال التي أهدرت في سنوات سابقة، وهي وعود قطعها النقيب على نفسه أمام الجمعية العمومية.

سابقة تاريخية: اجتماعات على الهواء مباشرة

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ النقابات الفنية بمصر، ولتأكيد مبدأ الشفافية المطلقة، أعلن مصطفى كامل قراراً ثورياً يقضي ببث جميع اجتماعات مجلس النقابة القادمة عبر «بث مباشر» أمام الرأي العام والجمعية العمومية وأجهزة الدولة المعنية. يهدف هذا القرار إلى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وكشف من يعمل بجد ومن يعرقل المسيرة. ووجه رسالة شديدة اللهجة للمتقاعسين: «من لا يستطيع الالتزام بحجم المسؤولية وضغوط العمل، فعليه تقديم استقالته فوراً».

تأثير القرارات على المشهد الفني

تكتسب هذه التحركات أهمية قصوى نظراً للدور المحوري الذي تلعبه نقابة المهن الموسيقية في ضبط المشهد الفني المصري، بدءاً من منح التصاريح للمطربين والعازفين، وصولاً إلى تنظيم الحفلات والرقابة على المحتوى الغنائي، بما في ذلك ملف مطربي المهرجانات الشائك. ويرى خبراء أن فرض الانضباط الإداري والمالي داخل النقابة سينعكس إيجاباً على استقرار السوق الغنائي، ويضمن حقوق الموسيقيين البسطاء الذين يعتمدون بشكل كلي على خدمات النقابة ومعاشاتها، مما يجعل معركة مصطفى كامل الحالية معركة مصيرية لمستقبل الكيان النقابي.