في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة تقييم موقفه من دعم أوكرانيا.
وقال أوربان قبل قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بودابست، إن أوروبا لا يمكنها الاستمرار في تمويل الحرب بمفردها، في وقت يواجه فيه الاتحاد تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة.
وأضاف أن هناك أصواتًا متزايدة تدعو إلى تعديل سياسة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأزمة الأوكرانية في ظل الوضع الجديد الذي خلقه فوز ترامب، مشيرًا إلى أن بعض الدول الأوروبية لا تزال تؤيد إرسال أموال ضخمة إلى أوكرانيا في هذه الحرب، لكن هناك فئة متزايدة تحذر من الاستمرار في هذا الاتجاه.
وكان ترامب قد انتقد بشدة الدعم الأمريكي الكبير لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في عام 2022. وقبل الانتخابات، وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا فور توليه منصب الرئاسة، دون أن يوضح كيف سيتحقق ذلك. هذا الموقف جعل فوز ترامب يثير مخاوف كبيرة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الدعم الغربي لكييف.
في الوقت نفسه، يعاني الاتحاد الأوروبي من انقسامات داخلية كبيرة، خاصة بعد انهيار الحكومة الألمانية، ما يعقد الموقف السياسي في أكبر اقتصاد في الاتحاد، فضلاً عن الوضع المتأزم في فرنسا.
هذا وأكد أوربان، الحليف المقرب لترامب، أن أوروبا يجب أن تعدل سياستها في ظل التغيرات العالمية الراهنة. وأشار إلى أن العديد من الدول الأوروبية بدأت تشكك في قدرة الاتحاد على الاستمرار في دعم أوكرانيا بموارد مالية ضخمة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والداخلية التي تعصف بالقارة.
أوربان دعا أيضًا إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما لاقى رفضًا قاطعًا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر دعوة أوربان خطوة غير مسؤولة في ظل الوضع الراهن.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، فإن بعض القادة الأوروبيين، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس، لا يزالون يعبرون عن دعمهم الثابت لأوكرانيا، مؤكدين ضرورة استمرار الدعم العسكري والمالي لها لمواجهة العدوان الروسي.
وفي هذا السياق، تساءل شولتس عن كيفية عمل الاتحاد الأوروبي معًا لتعزيز دفاعاته، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على الأمن المشترك في القارة.
وفي ظل هذه التطورات، بدأ قادة الاتحاد الأوروبي في التفكير في كيفية التعامل مع الحالة الجديدة التي ستنتج عن سياسة ترامب بعد توليه منصب الرئاسة مجددا بعد أربع سنوات من مغادرته البيت الأبيض.
ومن بين القضايا المطروحة: هل يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتحمل العبء المالي الأكبر في تمويل الحرب؟ وهل سيستمر الدعم الأمريكي؟ وفي هذا الصدد، أشار رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، إلى أن بلاده لن تدعم تحمل الاتحاد الأوروبي المسؤولية المالية في حال قرر ترامب تقليص الدعم الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد الدعوات في بعض الدول الأوروبية للتركيز على القضايا الداخلية، مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية، التي تعتبر تهديدًا وجوديًا للاتحاد الأوروبي.
في هذا السياق، قال فيكو إن الاتحاد يجب أن يجد توازنًا بين تمويل الحرب في أوكرانيا ومعالجة القضايا الأخرى التي تمس مباشرة أمنه الداخلي.