تتواصل فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب بعدما فتح أبوابه، أمس الخميس، لزواره من عشاق القراءة والكتب، الذي سيستمر إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. تحت شعار “نقرأ لننتصر”، تزامنا مع احتفالات الجزائر بالذكرى الـ70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني المجيدة.
ويشارك في هذا الحدث 1007 ناشرين من 40 دولة، من بينهم 290 ناشرا جزائريا، يعرضون ما يزيد على 300 ألف عنوان في معرض تقيمه الجزائر سنويا، ويستقطب حوالي 3 ملايين زائر، حسب أرقام صادرة عن منظمي هذا الحدث الثقافي المهم.
وقال محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب، محمد إيقرب، إنه ومنذ ساعات النهار الأولى لافتتاح المعرض كان هناك إقبال كبير من عشاق الكتب، وهو ما يعرف عادة عن معرض الجزائر الدولي للكتاب.
وتوقع محمد إيقرب، في تصريحات للجزيرة نت”، أن يكون الإقبال أكبر بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث يستقطب العرض عادة في الفترة نفسها خلال السنوات السابقة حوالي 600 ألف زائر يوميا، مؤكدا أن قطاع الثقافة يسعى من خلال التنظيم الجيد والمحكم لهذا المعرض لتعزيز حب الكتب والمقروئية لدى الجزائريين.
قطر ضيفة شرف
واعتبر محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب أن اختيار قطر لتكون ضيف شرف هذه الطبعة قرار سديد للغاية كونها تملك ديناميكية متقدمة في الجانب الثقافي والفني، فهي بلد يحتضن أدباء وأقلاما معروفة، مما يجعل المناسبة فرصة لتبادل الأفكار بين الكتاب الجزائريين ونظرائهم القطريين، وحتى مع القراء وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري
من جانبه، أكد سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، أن مشاركة وزارة الثقافة القطرية بصفتها ضيف شرف في معرض الجزائر الدولي للكتاب تأتي لتجسد العلاقات الجزائرية القطرية المستمرة، المتجذرة والمتقدمة التي أرسى معالمها قائدا البلدين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ونوه عبد العزيز علي النعمة، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المشاركة القطرية تعد كبيرة وذات طابع خاص في عيون الجزائريين، وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري والمعرض بصفة عامة وهو ما يؤكد نجاحه.
بدوره، أشاد المشرف على جناح وزارة الثقافة القطرية، عبد الكريم سعد الحميدي، بالإقبال المنقطع النظير على الجناح القطري، واعتبره راجعا لطبيعة المجتمع الجزائري الواعي والمنفتح على الاطلاع بالثقافة القطرية على تنوع عاداتها وتقاليدها.
ونوه عبد الكريم سعد الحميدي، في حديثه مع الجزيرة نت، إلى الحرص على إبراز التراث القطري بالجناح المستوحى من فن العمارة القطرية، إضافة إلى كونه يشمل إصدارات لوزارة الثقافة القطرية ودور نشر قطرية، كما يتم عرض مقتنيات دار الكتب القطرية وبعض الحرف التقليدية، مع تخصيص جناح للطفل والمشاركة في الندوات المختلفة وعروض تقدمها فرقة شعبية قطرية.
الشوك والقرنفل
شهدت رواية “الشوك والقرنفل” للشهيد يحيى السنوار -الرئيس السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إقبالا كبيرا على اقتنائها مع انطلاق معرض الجزائر الدولي للكتاب، حسب ما أكده المسؤول التجاري بدار الوعي الجزائرية للنشر والتوزيع، رفيق شابة، لرغبتهم في التعرف على قصة الشهيد يحيى السنوار.
كما أرجع رفيق شابة، في حديثه للجزيرة نت، الإقبال الكبير لمعرفة الوافدين بأن عائدات هذه الرواية ستذهب إلى المركز الفلسطيني للدراسات دعما لغزة.
ومن جانبهم، أكد الوافدون على اقتناء رواية “الشوك والقرنفل”، في حديثهم للجزيرة نت، أن حب الاطلاع على مسيرة يحيى السنوار ونشر بعض من أجزاء الرواية تزامنا مع استشهاده يعد أبرز أسباب اقتنائها.
وبهذا الخصوص يبرر المؤرخ الجزائري، الدكتور محمد الأمين بلغيث، اقتناء الرواية بالمكانة التي بات يحظى بها يحيى السنوار كشخص قام بواجبه لآخر دقيقة من حياته، إلى جانب استشرافه في حديثه مع أمه وفق ما تضمنته الرواية بطريقة استشهاده فكانت له، مما يجعل الاطلاع على مسيرة رجل أصبح بطلا -بحسبه- عند الشعوب الحرة ودوره في طوفان الأقصى ضرورة ملحة.
واعتبرت سهام إحدى الوافدات على المعرض لاقتناء الرواية أن الصيت الكبير لـ”الشوك والقرنفل” وكاتبها هما ما دفعاها للبحث عنها، إلى جانب رغبتها في معرفة طريق تفكير رجل كتب اسمه في تاريخ النضال، إضافة إلى كون الرواية وليدة سجون الاحتلال حيث وجد السنوار لسنوات.
توجهات متنوعة
ويقول مدير دار رؤية المصرية للنشر، رضا عوض، إن عددا من الناشرين والكاتبين يحرصون على حضورهم كل عام في معرض الجزائر الدولي للكتاب، خاصة في ظل اهتمام المنظمين في الجزائر على جذب جميع دور النشر التي تمتلك مشاريع ثقافية هادفة بقصد خلق نوع من الحوار والجدل الصحفي من خلال الكتاب المطبوع.
ويؤكد رضا عوض، في حديثه مع الجزيرة نت، أنه لاحظ توافدا على دور النشر، مما يوحي بالتوجهات المختلفة للقراء على غرار الإقبال الذي عرفته الكتب التنويرية الحداثية وكتب الدراسات والمعرفة.
وتصف سلسبيل إحدى زائرات المعرض المناسبة الثقافية بالفرصة التي تتيح اقتناء كتب يصعب إيجادها في سائر الأيام، كون المعرض يضم دور نشر من مختلف البلدان وبأسعار تعد تنافسية خاصة هذا العام.
وتؤكد سلسبيل، للجزيرة نت، أن تجولها في المعرض سمح لها بالعثور على أغلب الكتب التي ترغب في اقتنائها بلغات مختلفة، منها العلمية والفلسفية وحتى الروايات التي تستهويها قراءتها.