كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية استخباراتية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي ضد حزب الله اللبناني. واستُخدمت أجهزة اتصال مفخخة كأداة لضرب الحزب من الداخل، حيث تشير المعلومات إلى أن الموساد خطط لهذه العملية منذ عام 2022.
أفادت الصحيفة بأن الجهاز المعروف باسم “أبولو”، الذي تم تسويقه لحزب الله، صُمم بعناية في إسرائيل تحت إشراف الموساد، حيث تمكّن من إخفاء المتفجرات بداخله بدقة، مما جعل من الصعب رصده حتى عند فك تركيبه. منذ عام 2015، بدأ الموساد بإدخال أجهزة لاسلكية مفخخة إلى لبنان، وقد تم تصميم هذه الأجهزة خصيصًا لتسهيل عملية التنصت على اتصالات حزب الله.
في عام 2023، عرضت مسؤولة تسويق هذه الأجهزة على حزب الله، الذي اقتنع بفعاليتها وقام بشراء حوالي 5000 جهاز. في 17 سبتمبر، قامت إسرائيل بتفعيل الأجهزة عن بُعد، مما أدى إلى مقتل أو إصابة ما يصل إلى 3000 عنصر من حزب الله، بينهم قادة وعناصر بارزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من التنصت على اتصالات حزب الله لمدة تسع سنوات، حيث احتفظت بخيار تحويل هذه الأجهزة إلى قنابل موقوتة. وتعكس تفاصيل العملية التعقيد الكبير في تنفيذها، حيث تتطلب قراءة الرسائل في أجهزة الاتصال الضغط على زرين في الوقت نفسه.
من الجدير بالذكر أن أولى عمليات الموساد التي استخدمت فيها العبوة المتفجرة المزروعة في الهاتف كانت استهداف محمود أحمد حمدان الهمشري، الذي كان يُعد أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا. في عام 1972، قام عملاء الموساد بتبديل القاعدة الرخامية لهاتفه في مقر إقامته، وزرعوا فيها متفجرات. وعندما تلقى الهمشري مكالمة هاتفية في 8 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، نفذ الفريق الإسرائيلي عملية التفجير عن بُعد، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة وفقدانه لساقه، مما أدى في النهاية إلى وفاته بعد شهر من الحادث.