كشف المسؤول الأوروبي بأن “البرلمان الأوروبي يبحث في إمكانية منح المرأة الإيرانية جائزة ساخاروف لحرية الفكر، وسنبت في هذا الأمر خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”.
شرح نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي برنارد غيتا، في حديث خاص مع “يورونيوز فارسي”، سبب تأخر إعلان الاتحاد الأوروبي عن احتجاز الدبلوماسي يوهان فلوديروس في إيران لمدة 500 يوم.
وقال غيتا: “أعتقد أن هناك تفسيرين؛ الأول هو أن عائلة السيد فلوردوس كانت حذرة للغاية وخائفة على حالة ابنهم، والثاني هو أنه في مثل هذه الظروف، من مصلحة الجميع إجراء مفاوضات سرية”.
عدد المحتجزين في إيران
وردًا على سؤال حول سبب الإعلان عن الموضوع الآن، أوضح غيتا “أنني لا أعرف إذا كان نشر الأمر كان وفق قرار واضح، بل ربما كان تسريبًا للمعلومات”.
وأشار إلى أنه “من الصعب جداً السكوت على أمر كهذا بعد مرور نحو 15 شهراً”.
وعن الأوروبيين من أصول إيرانية المحتجزين في طهران، لفت غيتا إلى أنه “من الصعب تحديد العدد الدقيق لهؤلاء، لكن وفقاً لإحصائيات منظمات حقوق الإنسان والحكومات المعنية، فقد احتجزت السلطات الإيرانية ما بين 12 إلى 15 مواطناً أجنبياً كرهائن”.
وقال: “أنا عضو في البرلمان الأوروبي ولا أعرف تفاصيل المفاوضات وشروطها”.
علاقات أوروبا مع النظام الإيراني
ومع اقتراب الذكرى السنوية لوفاة الإيرانية مهسا أميني، والتي تسبب باحتجاجات عارمة في الجمهورية الإسلامية، شدد غيتا على أن “هناك شعورًا عميقًا بالغضب والتضامن مع المرأة الإيرانية”.
وكشف المسؤول الأوروبي بأن “البرلمان الأوروبي يبحث في إمكانية منح المرأة الإيرانية جائزة ساخاروف لحرية الفكر، وسنبت في هذا الأمر خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة”.
وأضاف: “أنا شخصياً أؤيد منح هذه الجائزة للنساء الإيرانيات، وهناك احتمال كبير لفوزهم بهذه الجائزة”.
وتابع قائلًا: “القضايا الاقتصادية المتعلقة بإيران ليست كبيرة جدًا. لكن بالطبع، يتعين علينا إقامة توازن صعب بين الضرورات الجيوسياسية والدفاع عن حقوق الإنسان، وفي هذه الحالة حقوق المرأة على وجه التحديد”.
تغيير في السياسة الإيرانية؟
وإذ أشار غيتا إلى اعتقاده بأن سياسة النظام الإيراني قد تغيرت، لفت إلى أن “طهران اقتربت أكثر من موسكو وبكين”، مؤكدًا أن إيران “تبنّت نهجًا سياسيًا مرنًا تجاه المملكة العربية السعودية وباقي دول المنطقة، ما يشير إلى تغير واضح في سياستها”.
وعن تحرير بعض الأصول الإيرانية بضوء أخضر أميركي، رأى المسؤول الأوروبي أن ذلك مرتبط بقضية الرهائن المحتجزين لدى النظام.
وفي هذا السياق، قال: “إضافة لموضوع الرهائن، لا يريد الاتحاد الأوروبي أو واشنطن أن تقترب إيران من روسيا كليًا، ونتيجة لذلك، نشأ نوع من المنافسة في الإغواء السياسي لإيران، وهذا توازن سيئ وصعب لكن يجب أن نحافظ عليه، خصوصًا أنه توازن بين الجيوسياسية والضرورات الأخلاقية”.
وأضاف: “النظام الإيراني بات ضعيفًا جدًا، فالتظاهرات التي أعقبت وفاة أميني، إضافة للتحركات التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، خلقت فجوة كبيرة بين جيل الشباب والنظام”.
وتابع: “بناء على ذلك، وفي ظل ضعف هذا النظام، من الجيد الاستفادة من تقارب طهران والرياض، في حال صموده، لأن ذلك لن يضر المصالح الأوروبية والأميركية”.
مستقبل علاقات طهران وبروكسل
وأمل المسؤول الأوروبي أن “تتراجع التوترات بين طهران وبروكسل، لكن حتى الآن لم يحدث شيء من هذا القبيل”، لافتًا إلى أنه “في حال حصول ذلك فالجميع سيستفيد، وأولهم الشعب الإيراني”.
وكرر غيتا تأكيده أن “الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يريدان أن تقترب روسيا من إيران أكثر، ونتيجة لذلك حاولنا خلق منافسة مع موسكو وإقناع النظام الإسلامي في طهران بأنه ليس من مصلحة أحد، ولا حتى هو، أن تكون روسيا هي الملجأ الوحيد له”.
وشدد على أن “صورة النظام الإيراني عند المسؤولين الأوروبيين ضعيفة جدًا، ليس فقط بسبب أزمة الرهائن، بل أيضًا بسبب اضطهاد النساء”.