هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة يوتيوب، مقاطع فيديو زعمت أن البابا فرانسيس قرر التنحي عن منصبه كأسقف روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية، وأن خليفته قد تم تعيينه بالفعل، وهو الأسقف الفلبيني لويس أنطونيو تاغلي. لكن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.

اعلان

أكد الفاتيكان أنه لم يصدر أي إعلان رسمي بخصوص استقالة البابا فرانسيس، سواء على موقعه الإلكتروني أو عبر وسائل إعلام موثوقة. كما لم يتم تداول هذه الأخبار من أي مصدر موثوق.

في سيرته الذاتية “الأمل”، التي صدرت في كانون الثاني/يناير الجاري، أوضح البابا فرانسيس أنه يتمتع بصحة جيدة ولا ينوي التنحي عن منصبه. هذه التصريحات تنفي بشكل مباشر الشائعات التي انتشرت حول استقالته.

وتستند العديد من مقاطع الفيديو التي نشرت هذه الادعاءات إلى لقطات قديمة مدبلجة باستخدام أصوات ذكاء اصطناعي، وبعضها يعتمد على مقاطع من موقع The Onion، المعروف بمحتواه الإخباري الساخر.

كيف يتم اختيار خليفة البابا؟

تزعم مقاطع الفيديو الكاذبة أنه تم “تعيين” خليفة للبابا فرانسيس، لكن هذا المفهوم خاطئ تماماً. عملية اختيار البابا تخضع لنظام صارم من الانتخاب من قبل الكرادلة، وهي لا تشمل أي تعيين مسبق. 

في حالة وفاة البابا أو استقالته، يعقد مجمع الكرادلة اجتماعاً في الفاتيكان لتحضير عملية انتخاب خليفته. الكرادلة هم كبار رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية، وغالباً ما يكونون أساقفة يعينهم البابا نفسه.

تبدأ العملية بمناقشات عامة حول احتياجات الكنيسة الكاثوليكية والتحديات التي تواجهها، ثم يُعقد “المجمع البابوي” داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان. يشارك في هذا الاقتراع السري الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً، ويبلغ عددهم الأقصى 120 كاردينالاً.

تفاصيل عملية الانتخاب

يقوم الكرادلة بعزل أنفسهم داخل الكنيسة أثناء عملية التصويت، التي قد تستمر لأيام لضمان السرية التامة وعدم تعرضهم لأي تأثير خارجي. يُسمح بدخول طبيبين وبعض العاملين في التدبير المنزلي فقط، وجميعهم يقسمون على السرية المطلقة.

يجري التصويت أربع مرات يومياً، وإذا لم يحصل أي مرشح على ثلثي الأصوات، تُحرق بطاقات الاقتراع بمواد كيميائية تنتج دخاناً أسود، في إشارة إلى أن البابا لم يُنتخب بعد. أما عند التوصل إلى توافق، فيُحرق الاقتراع بمواد تنتج الدخان الأبيض، ليُعلن انتخاب البابا الجديد.

بعد انتخابه، يختار البابا الجديد اسمه البابوي، ويظهر أمام العالم لأول مرة من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. 

وتعتبر استقالة الباباوات أمر نادر الحدوث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. آخر استقالة حدثت كانت للبابا بنديكتوس السادس عشر في عام 2013، وهي الأولى منذ استقالة غريغوريوس الثاني عشر عام 1415. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version