في محاولة لإنهاء أزمة البنك المركزي في ليبيا، والتنافس بين شطريها الشرقي والغربي على إدارته، وقع ممثلو الهيئات التشريعية المتنافسة في البلاد على اتفاق لإنهاء الأزمة بعد محادثات تدخلت فيها الأمم المتحدة، على أن يتم توقيع الاتفاقية الجديدة يوم الخميس.

اعلان

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الأربعاء التوصل إلى تسوية بين الأطراف الليبية المنقسمة. وذكرت في بيان إنه: “في ختام جولة جديدة من المشاورات لمعالجة أزمة المصرف المركزي في ليبيا، توصل ممثلا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى تسوية بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف”.

ووافق مجلس النواب الليبي الموجود في بنغازي شرقي البلاد يوم الاثنين على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظا جديدا لمصرف ليبيا المركزي، وتعيين مرعي رحيل البرعصي نائبا له. وكانت الأمم المتحدة هي التي اقترحت الاسمين، خلال اجتماع لها، سعيا إلى التعامل مع مشكلة أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط.

واتفق الطرفان الليبيان على مهلة أسبوع واحد، من أجل الموافقة على المرشحين، على أن يشكل المحافظ المؤقت عيسى بلقاسم بعد ذلك مجلس إدارة في غضون أسبوعين أيضا.

وقال مندوب المجلس الأعلى للدولة، الموجود في طرابس غربي البلاد، جليل الشاوش: إن المحادثات “طويلة وصعبة”، بينما أكد مندوب مجلس النواب، عبد الهادي الصغير، أن “الاتفاق لن يكتمل إلا بالجهود المشتركة لأعضاء المجلسين وموافقة المحافظ ونائبه”.

يذكر أن بلقاسم شغل في السابق منصب مدير إدارة الرقابة على النقد والمصارف بالمصرف المركزي.

الأزمة مستمرة منذ شهر

وكانت الأزمة قد بدأت عندما سعى رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس محمد المنفي لاستبدال محافظ البنك المركزي المخضرم الذي يسمى صادق الكبير الشهر الماضي، مما دفع الفصائل الموجودة في شرق البلاد إلى إصدار أمر بوقف إنتاج حقول النفط الليبية احتجاجًا على ذلك.

وأغلق المصرف أبوابه عقب تهديد تعرض له عدد من مسؤوليه، بل واختطاف أحدهم من قبل مجموعة مسلحة.

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت في 28 أغسطس/آب: إن إنتاج النفط انخفض بأكثر من نصف المستوى النموذجي. ولم تصدر عن المؤسسة أي أرقام جديدة بعد ذلك.

ما الهدف من حل الأزمة؟

ويمكن للاتفاق أن يساعد في حل إشكالية السيطرة على البنك المركزي الليبي وأزمة عائدات النفط التي أدت إلى خفض حاد في إنتاج النفط الليبي وصادراته.

فقد قالت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني كوري: “أود أن أؤكد على الحاجة الملحة لإنهاء إغلاق حقول النفط وتعطيل إنتاج النفط وتصديره وأرحب بالتعهدات من الشرق لمعالجة هذه القضية قريبًا”.

ووصل معدل ال​​صادرات الليبية من النفط الخام إلى حوالي 400 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، بعد أن كان أكثر من مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب، وفقًا لبيانات الشحن.

وغرقت ليبيا في حالة من الفوضى، بعد أن تمكنت الانتفاضة في 2011 التي يدعها حلف شمال الأطلسي من الإطاحة بنظام معمر القذافي، وسرعان ما انقسمت البلاد بعد ذلك إلى إدارات متنافسة بين شرق البلاد وغربها، مدعومة من ميليشيات عسكرية وحكومات أجنبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version