مع اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل وُصفت بأنها أعنف من تموز 2006، تتوجه الأنظار نحو دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تواجه تحديات كبيرة في تنفيذ مهمتها. في تصريح لـ”يورونيوز”، أكد المتحدث باسم البعثة، أندريا تيننتي، أن “هذه الفترة هي الأصعب التي تواجهها البعثة والبلاد منذ عام 2006”.

اعلان

تعبر القوات المنتشرة في جنوب نهر الليطاني، والمتخذة من رأس الناقورة مركزًا لها عن تعمق أزمة حضورها في البلاد التي تشهد نيرانًا غير مسبوقة، ففي غضون أربعة أو خمسة أيام قارب عدد القتلى في لبنان أعداد ضحايا عام 2006. وبحسب المتحدث بإسم البعثة تيننتي فإن الوضع الحالي يعرقل أنشطة البعثة، حيث قال: “من الصعب مراقبة الوضع، لكن تبقى قواتنا بشكل أساسي في القواعد الخمسين بالقرب من الخط الأزرق”. وقد تعرضت القوات منذ 7 من أكتوبر/تشرين أول إلى مخاطر هددت حياة جنودها من قبل الجانب الإسرائيلي، فقد جرى الحديث عن استهداف مقر القوات الإسبانية وتدمير برج للمراقبة في القطاع الشرقي. وبحسب الموقع الرسمي، فقدت اليونيفيل 335 عنصراً من أفرادها منذ عام 1978 وحتى أيار 2024.

ما هو دور قوات حفظ السلام في لبنان؟

تأسست القوة المؤقتة للأمم المتحدة “اليونيفيل” في لبنان في مارس/آذار 1978 بقرار من مجلس الأمن ويتم تجديد مهامها سنويًا.حاليًا  تضم البعثة أكثر من 10,000 جندي من 49 دولة، تضم 850 جندي عاملين في القوة البحرية وحوالي 800 موظف مدني، وقد كان الهدف الأساسي من نشر القوات هو تأكيد انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن، وتعزيز سيادة الحكومة اللبنانية، وفقًا للموقع الرسمي لليونيفيل.

وقد تم تفعيل مهام القوة في عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعام 2000 بعد تحرير الجنوب اللبناني، وزاد المجلس من مهامها بعد حرب تموز 2006 إثر تبنيه القرار 1701، الذي يتيح لقوات حفظ السلام مساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة العمليات خالية من المسلحين. كما يمنح القرار البعثة الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أي أنشطة قتالية.

ما هو الخط الأزرق؟

هو خط يبلغ طوله 120 كلم رسمته الأمم المتحدة ليكون فاصلًا بين لبنان وإسرائيل ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، وذلك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب في عام 2000. يُمنع على أي جهة عبور الخط الأزرق سواء برًا أو بحرًا أو جوًا، إذ يُعتبر ذلك انتهاكًا لقرار مجلس الأمن 1701. وتقوم بعثة اليونيفيل بتقديم تقارير دورية لمجلس الأمن تتضمن تقييمًا لتطبيق القرار. وبحسب الموقع الإلكتروني لليونيفيل، تتخذ قوات حفظ السلام تدابير وقائية عند مراقبة الخط الأزرق، بما في ذلك المجال الجوي فوقه، من خلال التنسيق والاتصال وتسيير دوريات لمنع الانتهاكات.

الأعمال الإنسانية لقوات حفظ السلام

أوجب القرار 1701 اليونيفيل بتقديم وضمانة وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان وحماية العودة الطوعية والآمنة للنازحين، وقد كان لها دور جزئي في تقديم مساعدات عينية للنازحين من القرى الحدودية في جنوب لبنان منذ اندلاع المواجهة في الثامن من أكتوبر/تشرين أول، بحسب اتحاد بلديات قضاء صور، إلا أن المساعدات لم تكن على قدر المطلوب وفق ما ذكره مسؤول إدارة الكوارث في الاتحاد لوسائل إعلام محلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version