بعد مرور عام على السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، خرجت الأحداث في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة، وأصبحت إسرائيل تخوض حرباً على جبهات متعددة، تشمل غزة ولبنان وإيران واليمن وسوريا والعراق.

اعلان

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنت حركة حماس عملية عسكرية مباغتة مع إطلاقها آلاف الصواريخ وتسلل مقاتليها وأسرهم لعشرات المدنيين والجنود. وكان الرد العسكري الإسرائيلي فورياً، إذ حددت الحكومة مجموعة من الأهداف الرئيسية، من ضمنها القضاء على حماس في غزة بالكامل، وتحرير الرهائن الإسرائيليين من غزة.

ومنذ ذلك الحين، قتلت إسرائيل أكثر من 41 ألف فلسطيني في القطاع، وسويت مناطق واسعة بالأرض، وشردت السكان الذين أنهكهم الجوع والموت والمرض. إلاّ أن الحرب الإسرائيلية لم تنحصر فقط في قطاع غزة.

وقد أدى الهجوم الذي شنته إسرائيل في 30 أيلول/ سبتمبر على الأراضي اللبنانية إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 لبناني بينهم مدنيون ومسعفون ومقاتلون من حزب الله، ونزوح أكثر من مليون شخص من مناطق لبنانية عديدة. وطالت الاستهدافات الإسرائيلية أكثر من جبهة.

ما الذي جعل القتال ينتقل إلى جبهات أخرى؟

لبنان.. حزب الله يدخل خط المواجهة

في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل وحزب الله بتبادل الضربات عبر الحدود، اقتصرت معظمها على جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وفي 23 سبتمبر/أيلول 2023، أعلنت إسرائيل عن شنها لعملية “سهام الشمال” الإسرائيلية، ونفذت خلالها ما لا يقل عن 1,600 غارة في مناطق مختلفة من أنحاء لبنان. كما أطلق حزب الله أكثر من 200 صاروخ باتجاه إسرائيل.

اليمن

أعلنت حركة أنصار الله، المعروفة بالحوثيين في اليمن، عن دخولها رسميا في الصراع ضد إسرائيل في بيان صدر في 31 أكتوبر/تشرين الأول.

 حينها، صرح المتحدث العسكري للحركة، يحيى سريع، بأن القوات المسلحة الحوثية “أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، إلى جانب طائرات مسيرة، موجهة ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلة”. 

وأكد سريع أن “هذه الهجمات تأتي كنوع من الدعم للفلسطينيين في غزة، الذين يعانون من عدوان أميركي إسرائيلي، في وقت يشهد فيه العالم العربي ضعفا وتواطؤا من بعض الأنظمة”.

أشار سريع في ذلك الوقت إلى أن الحوثيين قاموا بثلاث هجمات من هذا النوع، مضيفًا أن الحركة كانت مسؤولة عن العديد من الضربات الجوية السابقة التي استهدفت بشكل خاص مدينة إيلات في جنوب إسرائيل.

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب تحذيرات من إيران حول احتمال فتح “جبهات جديدة” في سياق التصعيد المستمر في غزة، وهذا ما حدث فعلا. 

لم تقتصر هجمات الحوثيين على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو المدن الإسرائيلية، بل شملت أيضًا استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة نحو تل أبيب. في هذا السياق، أعلن الحوثيون يوم الأحد 19 نوفمبر عن اختطاف “سفينة شحن إسرائيلية” في البحر الأحمر، وقاموا بنقلها إلى ميناء الصليف في الحديدة اليمنية.

إيران

في الأول من نيسان/أبريل 2024، تعرضت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، لهجوم إسرائيلي أدى إلى مقتل سبعة عسكريين إيرانيين، بحسب الحرس الثوري الإيراني، ومن ضمنهم: العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، المستشارين العسكريين حسين أمان اللهي ومهدي جلالتي وشهيد صدقات وعلي بابائي وعلي روزبهاني.

وتوعدت إيران بالرد على الهجوم ووصفته بأنه “عمل عدائي وانتهاك للقانون الدولي”. ورداً على الاستهداف الإسرائيلي، أكد الحرس الثوري الإيراني إطلاق عدد كبير من المسيرات باتجاه إسرائيل، وأطلق على الهجوم اسم عملية “الوعد الصادق” في 13 نيسان/أبريل.

أعلنت إسرائيل اعتراض 99% من القذائف والمسيرات والصواريخ. وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أدى الهجوم إلى إصابة مطار عسكري، وكذلك إلى أضرار مادية في قاعدة للجيش الإسرائيلي، وإصابة فتاة بجروح طفيفة.

في 31 تموز/ يوليو 2024، تمّ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، دون أن تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الاغتيال رغم أن الشكوك حامت حولها. الأمر الذي عزّز المخاوف من توسع الصراع في المنطقة.

اعلان

وفي مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شنت إيران هجوماً بعشرات الصواريخ على إسرائيل أطلق عليه اسم “الوعد الصادق 2″، في رد على اغتيال هنية وغيره من القادة. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته استخدمت صواريخ “فتّاح” الفرط صوتية للمرة الأولى.

وفيما توعدت إسرائيل بالرد على الاستهداف، وقالت إن إيران “ستدفع ثمنا باهظا”، تتزايد المخاوف من توسع الأزمة، ولم تدعُ الولايات المتحدة هذه المرة الأطراف لضبط النفس، ما يُنذر بمرحلة جديدة من المواجهات ربما تنزلق إلى حرب شاملة.

العراق

بدورها، شنت الفصائل العراقية هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل منذ عدة أشهر إسناداً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقد نجحت للمرة الأولى منذ بداية الحرب، في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، في قتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 20 آخرين في هجوم على قاعدة للقوات الإسرائيلية شمالي الجولان السوري.

اعلان

المقاومة في البحرين

وكانت “المقاومة الإسلامية في البحرين – سرايا الأشتر” قد أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، في 5 أيار/ مايو من هذا العام، “دعما للقضية الفلسطينية ونصرة لشعبينا المقاوم في غزة”، مستهدفةً مقر شركة النقل البري الإسرائيلية “تراك نت”.

وبالتزامن مع استهداف إسرائيل بشكل مستمر لغزة ولبنان، تنفّذ إسرائيل ضربات جوية عدة في الأراضي السورية ضد أهداف إيرانية، علماً أن النظام السوري بقي بمنأى عن الحرب على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version