كشفت نائبة المدّعية العامة في مدينة كولمار الفرنسية أنّ النزل الذي كان يؤوي أشخاصا من ذوي الإعاقة الذهنية واندلع فيه حريق تسبّب بمقتل 11 شخصاً يوم الأربعاء، لم يكن يستوفي معايير السّلامة المتعلقة بالحرائق.

لقي 11 شخصاً مصرعهم الأربعاء، في حريق اندلع في نزل يؤوي أشخاصاً ذوي احتياجات خاصة يعانون من اضطرابات عقلية، في منطقة ألزاس في شرق فرنسا. 

اعلان

وأكّدت نائبة المدعي العام في كولمار ناتالي كيلفاسرأنّ  “النزل لم يخضع لزيارة لجنة السلامة الإلزامية” و”لم يكن يتمتع بالمواصفات المفروضة لاستقبال نزلاء”. 

وأوضحت أن المبنى كان مزوداً بأجهزة لكشف الدخان “لكنّها لم تكن كافية لهذا النوع من البنية”.

واندلع الحريق فجرًا في فينتزهايم بالقرب من كولمار.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) “في فينتزهايم، دمّرت النيران نزلاً كان يؤوي أشخاصًا من ذوي الإعاقة الذهنية ورفاقهم”. وأضاف “في مواجهة هذه المأساة، أتوجّه بأفكاري إلى الضحايا والمصابين وعائلاتهم”. وتابع “شكرًا لقواتنا الأمنية وخدمات الإغاثة” التي ساهمت في عملية الانقاذ. 

وفي حوالي الساعة 6,30 صباحًا بالتوقيت المحلي، أخطر عناصر الإطفاء بشأن الحريق في المبنى الواقع في لا فورج، وهي قرية صغيرة محاطة بالتلال الخضراء. وقالت سولانج هالتر البالغة 61 عامًا، التي تعيش قرب النزل، لوكالة فرانس برس، “أيقظنا ابننا باكرًا جدًا. وعندما خرجنا رأينا دخانا كثيفًا يتصاعد”.

من جهته، قال نائب رئيس البلدية، دانيال ليروي، الذي وصل إلى المكان في حوالي الساعة السابعة صباحًا، إنّه “لم يتبقَّ شيء فعلًا”. وأضاف أنّ “المبنى تضرّر بالكامل في الجزء العلوي منه، كما انهار السقف بالكامل”. وأوضح أنّ النزلاء “فوجئوا عندما كانوا في نوم عميق، كان الجميع نائمين”.

رئيسة الحكومة تزور المكان

وزارت رئيسة الحكومة إليزابيت بورن مكان الحادث. وقالت “أفكاري الأولى مع الضحايا وعائلاتهم”.

ووفق دائرة الإطفاء، اندلعت النيران “في كل أرجاء” النزل الخشبي المبني على الطراز الألزاسي في بلدة فينتزهايم. وتمكّن الأشخاص الموجودون في الطابق الأرضي من مغادرته بسرعة، ولكن ليس أولئك الذين كانوا في الطابق العلوي. وبحلول الظهر، واصل رجال الإطفاء إلقاء المياه على مكان الحريق، وفق مراسل وكالة فرانس برس.

وأشار إلى أن ألسنة النيران أتت على سقف النزل بالكامل، بينما أمكنت رؤية الإطار الخشبي متفحّما في الطبقة الأولى، في وقت كان الدخان لا يزال يتصاعد من النزل. وتواجدت في المكان فرقة بحث ترافق عناصرها كلاب مدرّبة. وكان رجال إطفاء آخرون يزيلون الأجزاء التي يتصاعد منها الدخان.

وكان هناك 28 شخصا في النزل عند وقوع الكارثة، بينهم 16 في الطوابق التي احترقت. وقال مساعد رئيس بلدية فينتزنهايم إن صاحبة النزل وقعت عقداً ينص على 16 شخصا.

ويعود آخر حريق قاتل شهدته في فرنسا إلى العام 2016، حين قضى 14 شخصاً في ملهى ليلي غير مصرّح به. ووقع الحادث في الخامس من آب/أغسطس خلال احتفال مجموعة من الأصدقاء بعيد ميلاد أحدهم. وأشعلت شمعتان من قالب حلوى العيد الأسقف المغطاة بألواح ممتصّة للصوت تضمّ مادّة قابلة للاشتعال السريع. وبينما كان باب الطوارئ مغلقًا، لقي 14 شخصًا مصرعهم. وحُكم على مديرَي الحانة بالسجن خمس سنوات، ثلاثة منها مع وقف التنفيذ.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version