بقلم: يورونيوز

نشرت في

أكدت مصادر في الإدارة الأمريكية لشبكة “سي إن إن” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل بسرّية تامة على وضع خطط مفصّلة لمرحلة ما بعد الإطاحة بمادورو.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الخطط تجري صياغتها بهدوء وسرّية شديدة، وتركّز على خيارات لملء فراغ السلطة فور سقوط النظام، لتفادي فوضى سياسية أو أمنية.

وتضيف أن المعارضة الفنزويلية قدّمت بدورها خطة واضحة لمرحلة ما بعد مادورو، وشاركتها مع مسؤولين أمريكيين في إطار تنسيق متزايد لضمان انتقال منظّم للسلطة.

ويجري هذا التنسيق فيما تكثّف إدارة ترامب انتشارها العسكري في البحر الكاريبي وقبالة فنزويلا منذ آب/ أغسطس الماضي تحت عنوان “مكافحة تهريب المخدرات”، وهي حملة تربطها واشنطن باتهامات للرئيس الفنزويلي بتزعم مجموعات التهريب.

وتقول الولايات المتحدة إن مادورو يقود “عصابة إرهابية” تغرق البلاد بالمخدرات، خصوصًا الفنتانيل والكوكايين، بينما ينفي الرئيس الفنزويلي ذلك بشدة، معتبرًا أن واشنطن تستخدم “الحرب على المخدرات” ذريعة لمحاولة إسقاط نظامه.

وقد أثارت التحركات الأمريكية والعمليات البحرية في المنطقة انتقادات واسعة، إذ وصفت الأمم المتحدة بعض الضربات بأنها “إعدامات خارج نطاق القضاء”، محذرة من أن استخدام القوة القاتلة في البحر من دون محاكمات أو أدلة كافية يشكل خرقًا للقانون الدولي.

اتصال هاتفي وتصعيد عسكري

جاءت آخر الضربات في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر الإقليمي. وتزامن هذا المشهد مع ضغوط سياسية متزايدة عقب المكالمة التي جمعت ترامب ومادورو في 21 تشرين الأول/ أكتوبر.

حاولت واشنطن خلال هذه المكالمة الدفع نحو مخرج سياسي لإنهاء حكم مادورو، قبل أن تنهار الخطة بسبب شروط اعتبرتها الإدارة الأمريكية غير مقبولة.

ومنذ تلك المكالمة، رفع ترامب مستوى الضغط على كاراكاس، تزامنًا مع حشد أمريكي لأسطول من السفن الحربية في الكاريبي.

مادورو يرفع مستوى الحماية

في آب/ أغسطس، ضاعفت واشنطن المكافأة المالية للقبض على مادورو، عارضة 50 مليون دولار مقابل معلومات تقود إلى توقيفه بتهم مرتبطة بالاتجار بالمخدرات.

وتكشف تقارير “نيويورك تايمز” أن الرئيس الفنزويلي بات يشدد إجراءات أمنه الشخصي بشكل غير مسبوق، إذ يغيّر أماكن نومه يوميًا لحماية نفسه من ضربة دقيقة محتملة أو عملية لقوات خاصة. وتقول الصحيفة إن مادورو بات يعتمد بشكل متزايد على حراس كوبيين، ووسّع دورهم في فريقه الأمني، كما عزّز وجود ضباط استخبارات كوبيين داخل المؤسسات العسكرية خشية حصول اختراق داخلي.

وتظهر الوقائع المتتالية بعد مكالمته مع ترامب أن مادورو يواجه عزلة دولية متنامية وضغطًا أمريكيًا غير مسبوق، يقابله مخاوف شخصية واضحة من الانتقام أو الاستهداف، ما يضعه.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version