بقلم: يورونيوز

نشرت في

سحبت وزارة العدل الأمريكية ما لا يقل عن 16 ملفًا منشورًا على موقعها الإلكتروني يتعلق بوثائق جيفري إبستين، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من إتاحتها للعموم. وشملت الوثائق المُسحوبة صورةً تجمع دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بغيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة من إبستين المدان بالاتجار بالبشر.

وكان من أبرز حالات التنقيح وثيقة مكونة من 119 صفحة تحمل عنوان “هيئة محلفين كبرى – نيويورك”، والتي يُرجح أنها تعود إلى أحد تحقيقات الاتجار الجنسي الفيدرالية التي أدت إلى توجيه الاتهام لإبستين عام 2019 أو لغيسلين ماكسويل عام 2021. وقد طُمست جميع أسطر تلك الصفحات بالكامل، ما أثار غضب المشرّعين والرأي العام.

وردّ زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، على الأنباء التي أفادت بأن وزارة العدل أزالت صورة ترامب من موقعها، واصفًا طريقة التعامل مع الإفراج عن ملفات إبستين بأنها قد تكون “واحدة من أكبر عمليات التستر في التاريخ الأمريكي”. ولم يكن شومر المشرّع الوحيد الذي انتقد قرار الاكتفاء بإفراج جزئي عن الملفات.

وضمّت الملفات التي أُفرج عنها عدة صور لقادة وشخصيات عربية بارزة، أبرزها صورة تجمع إبستين بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأخرى مع جبر بن يوسف آل ثاني، ابن عم أمير قطر، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة حمد بن جاسم الخيرية.

كما ظهر وزير الإعلام الكويتي في صورة مع إبستين مرتديًا الزي العربي الخليجي، وفي صورة أخرى جمعته برئيس شركة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم وهما يحضران الطعام.

كذلك أظهرت الملفات كيف استطاع إبستين جذب طيفٍ واسعٍ من الشخصيات الشهيرة إلى محيطه، بدءًا من نجوم الموسيقى مثل مايكل جاكسون وميك جاغر، وصولًا إلى الصحفي والتر كرونكايت.

ورغم أن المواد المنشورة لم تُشِر إلى علم هؤلاء المشاهير بأنشطة إبستين غير القانونية أو تورطهم فيها، فإنها مثّلت شهادةً لافتةً على قدرته في اجتذاب الأثرياء والمشاهير.

ومع ذلك، بقيت الوثائق والصور صامتةً إلى حدّ كبير إزاء قائمة أخرى من الشخصيات المعروفة المرتبطة تاريخيًا بإبستين وأمواله، بما في ذلك رجال الأعمال مثل ليون بلاك وليزلي إتش. ويكسنر.

ورغم المشاهد الصادمة، رأى بعض المراقبين أن الملفات التي أُفرج عنها لم تُضِف الكثير إلى الفهم العام لسلوك إبستين، كما أنها لم تقدم معلومات تُذكر عن علاقاته برجال الأعمال والسياسيين الأثرياء والنافذين المرتبطين به. ومع ذلك، لاحظت بعض وسائل الإعلام الأجنبية تركيزًا لافتًا في الملفات على شخصية أحد أبرز خصوم ترامب السياسيين كالرئيس السابق بيل كلينتون.

ففي إحدى الصور، ظهر كلينتون مستلقيًا في حوض استحمام ساخن إلى جانب شخصٍ طُمست ملامحه، وكان هو الشخص الوحيد الذي يمكن تمييزه في العديد من الصور الأخرى. ولم تُقدم الملفات سوى القليل من السياق أو لا شيء حول هذه الصور.

من جهته، أشار متحدث باسم كلينتون إلى أن البيت الأبيض ربما دبّر نشر الصور لصرف الانتباه عن علاقة ترامب نفسه بإبستين.

وقال المتحدث أنخل أورينا: “لم يكن البيت الأبيض ليُخفي هذه الملفات لأشهر ثم يُفرج عنها في وقت متأخر من يوم جمعة لحماية بيل كلينتون. الأمر يتعلق بحماية أنفسهم مما قد يظهر لاحقًا، أو مما يسعون لإخفائه إلى الأبد”.

وسارع عدد من أعضاء الكونغرس إلى انتقاد تود بلانش، نائب وزيرة العدل الأميركية معتبرين أن الإفراج الجزئي عن ملفات إبستين يعني أن الوزارة أخفقت في الوفاء بالتزاماتها القانونية.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version