بعد الغموض الذي لف مصيره، ومكان تواجده خصوصاً عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها روسيا قبل أكثر من شهرين ووسط أنباء عن معرفته بها، بل المشاركة فيها ضمناً، ظهر الجنرال الروسي سيرجي سوروفيكين، الذي كان يُنظر إليه على أنه حليف قوي لمجموعة فاغنر وقائدها يفغيني بريغوجين، فجأة.

فقد نشرت الصحافية الروسية كسينيا سوبتشاك، مساء أمس الاثنين، صورة للجنرال الملقب بـ “أرماغادون” لقسوته وشراسته على أرض المعركة وهو يتمشى على ما يبدو أمام منزله في موسكو، برفقة زوجته، مؤكدة أنها التقطت أمس.

وكتبت بتعليق على حسابها في تيليغرام “الجنرال سيرجي سوروفيكين على قيد الحياة، بصحة جيدة، في المنزل، مع عائلته، في موسكو.”

مع آنا

فيما بدا سوروفوكين مرتديا سروال جينز وقميصاً فضفاضاً، مع نظارة شمسية وقبعة، يسير إلى جانب امرأة يرجح أنها زوجته آنا.

بدوره، أكد الصحفي الروسي البارز والمستقل أليكسي فينيديكتوف على قناته في تيليجرام أن سوروفيكين في المنزل مع عائلته، مضيفا أنه في إجازة حالياً، لكنه موضوع تحت إمرة وزارة الدفاع.

الجنرال سيرجي سوروفيكين إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية- رويترز)

بالتزامن، أكد مسؤولون أميركيون أن السلطات الروسية أطلقت على ما يبدو سراح هذا الجنرال الذي أقيل من منصبه كقائد للقوات الجوية الشهر الماضي (أغسطس 2023).

إلا أن المسؤولين الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، لم يوضحوا ما إذا كانت حركته لا تزال مقيدة، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

حليف بريغوجين

أتى هذا الظهور، بعد أن ترددت العديد من الشائعات حول حليف بريغوجين السابق، بين من أكد أنه وضع قيد الإقامة الجبرية و من زعم أنه موقوف للاستجواب أو حتى حبيس في سجن ليفورتوفو سيئ السمعة.

وكان سوروفيكين، الذي عرف بصلابته وشراسته خلال تواجده في سوريا، مسؤولاً لفترة وجيزة عن جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقلد سوروفيكين وساماً (أرشيفية- فرانس برس)

إلا أن الدعم والتأييد العلني الذي قدمه بريغوجين له، قبيل انقلابه الفاشل أواخر يونيو الماضي، وضع الرجل بموضع الشك في موسكو، لاسيما في أروقة وزارة الدفاع، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هو أو غيره من كبار القادة قد ساعدوا في التمرد أو على الأقل كانت لديهم معرفة مسبقة بخطط قائد فاغنر.

أما آخر مرة شوهد فيها سوروفيكين علنًا فكانت يوم الانقلاب الفاشل، 24 يونيو، حيث ظهر في مقطع فيديو ناشد فيه المرتزقة المتمردين التراجع والتوقف عن خططهم هذه.

فيما لم يتضح ما إذا كان قد اعتقل بالفعل حينها.

قائد فاغنر (رويترز)

ويعد سوروفيكين من القادة العسكريين المخضرمين، لا سيما أنه تولى مهاما في العديد من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءا من الاجتياح السوفيتي لأفغانستان، مرورا بسوريا، وصولاً إلى أوكرانيا.

كما عرف بأسلوبه العسكري “الوحشي” حتى لقب بـ”جنرال يوم القيامة”، وحاز على عدة أوسمة تكريم من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.

إلا أن علاقته “القوية” بقائد فاغنر الذي لقي حتفه بحادث طائرة في 23 أغسطس الماضي، أطاحت به على ما يبدو، لا سيما أن بريغوجين الذي كان يكيل الانتقادات والشتائم دوماً وبلا كلل للقادة العسكريين ووزارة الدفاع خلا الأشهر الأخيرة من قتاله في أوكرانيا، لم يتفوه إلا بكل خير عنه!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version