بقلم: يورونيوز

نشرت في

وأعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية أن الأول من كانون الثاني/يناير 2026 سيكون الموعد الرسمي لبدء استبدال العملة السورية الحالية بأخرى جديدة.

وتهدف هذه الخطوة إلى معالجة التحديات النقدية المتراكمة منذ سنوات، وسط تدهور حاد في قيمة الليرة وانتشار فوضى في التداول النقدي.

وأشار الحصرية، في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك الخميس، إلى أن التعليمات التنفيذية المنظِّمة لعملية الاستبدال ستصدر قريباً، مؤكداً عقده مؤتمراً صحفياً الأحد المقبل لشرح الآليات بالكامل.

ولفت إلى أن المرسوم الرئاسي المتعلّق بإصدار العملة الجديدة منح المصرف المركزي صلاحية تحديد مهل ومراكز التبديل.

العملة الجديدة: ست فئات وحذف صفرين

وكشف الحاكم في آب/أغسطس الماضي أن البلاد ستُصدر ست فئات نقدية جديدة، مع حذف صفرين من جميع الفئات.

وأوضح أن الطباعة ستتوزّع على مصدرَين أو ثلاثة لأسباب لوجستية، في تحوّل عن المرحلة السابقة التي كانت تقتصر على روسيا وحدها كمورد وحيد للطباعة، خاصة بعد لجوء نظام بشار الأسد إليها عقب تقدّم الفصائل المعارضة إلى دمشق أواخر 2024.

وفي مايو 2025، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سوريين أن دمشق تجري مفاوضات متقدمة مع شركتين—إحداهما إماراتية والأخرى ألمانية—لطباعة العملة السورية الجديدة.

ففي الإمارات، أفاد المسؤولان بأن المفاوضات تتركز مع الشركة الإماراتية “أومولات”، وذلك بعد زيارة قام بها محافظ مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية ووزير المالية إلى أبوظبي مطلع ذلك الشهر.

ولم ترد “أومولات” على طلبات رويترز للتعليق، كما لم يصدر أي موقف رسمي من وزارة الخارجية الإماراتية آنذاك.

وفي ألمانيا، أشار المصدران إلى أن الشركتين “بوندسدروكراي”—المملوكة جزئياً للدولة—و”جيزيكه + ديفريِنت” الخاصة، قد أبدتا اهتماماً أولياً بالمشروع. لكن لم يُحسم بعد أيّ منهما ستُكلَّف بطباعة العملة.

ونفت متحدثة باسم “بوندسدروكراي” لاحقاً وجود أي محادثات مع الجانب السوري، في حين امتنعت “جيزيكه + ديفريِنت” عن التعليق. ولم تُصدر الحكومة الألمانية أي رد، كما لم يُدلِ المحافظ حصرية بأي تصريح حول هذه المفاوضات.

وقبل العام 2011، كان الدولار يعادل نحو 50 ليرة سورية. ومع اشتداد الأزمات وفرض العقوبات على النظام السابق، تراجعت الليرة بشكل دراماتيكي، لتلامس 15 ألفاً مقابل الدولار قبل سقوط الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2025، قبل أن تستقر مؤقتاً عند مستوى 10–11 ألف ليرة في الأسابيع الأخيرة.

فوضى مصرفية وتحذيرات رسمية

وأصدر المصرف المركزي الأربعاء بياناً استنكر فيه رفض بعض المؤسسات المالية استلام فئات نقدية مثل الألف والألفي ليرة، مشدداً على أن هذه الإجراءات انفرادية وغير مصرّح بها.

وأكد أن جميع الفئات المتداولة حالياً لا تزال قانونية وذات قوة إبرائية كاملة، حتى صدور قرار رسمي مُعلن عبر وسائل الإعلام. وتُعتبر فئة الخمسة آلاف ليرة، المطبوعة في روسيا عام 2023، الأعلى تداولاً اليوم، تليها فئتا الألفي والألف ليرة—الأخيرة منها تحمل صورة بشار الأسد.

وبحسب إحصاءات رسمية، يوجد حالياً نحو 14 مليار قطعة نقدية من مختلف الفئات خارج الجهاز المصرفي، ما يعمّق أزمة السيولة ويجبر المواطنين على حمل مبالغ نقدية ضخمة في أكياس أو حقائب لتغطية نفقاتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version