في مدينة القنيطرة بجنوب سوريا، أُغلقت الطرق الرئيسية بالتراب وأشجار النخيل المتساقطة وأعمدة معدنية متهدمة كانت يومًا إشارات مرور. خلف هذه الحواجز، شوهدت دبابة إسرائيلية تناور في الشوارع، في مشهد يعكس التحركات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان.

اعلان

دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة، التي أُنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل، بعد فترة وجيزة من سقوط الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، وامتدت تحركاتها إلى داخل الأراضي السورية، مما أثار احتجاجات واسعة من السكان المحليين.

وأفاد الأهالي بأن الجيش الإسرائيلي هدم المنازل ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم، بينما أطلقت القوات النار على المتظاهرين الذين اقتربوا من مواقعها، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.

غياب التحرك الرسمي يثير الإحباط بين السكان

سكان القنيطرة، وهي منطقة ريفية هادئة تضم قرى صغيرة وبساتين زيتون، عبّروا عن إحباطهم من التوغل الإسرائيلي ومن صمت السلطات السورية الجديدة والمجتمع الدولي. وقالت ريناتا، إحدى سكان المنطقة، إن القوات الإسرائيلية داهمت مباني حكومية لكنها لم تدخل بعد الأحياء السكنية.

وأضافت أن منزلها يقع داخل منطقة مغلقة حديثًا في عاصمة المحافظة، التي تغير اسمها من مدينة البعث إلى مدينة السلام. وأبدت ريناتا قلقها من احتمال استمرار التوسع الإسرائيلي أو محاولة الاحتلال الدائم للمناطق المستولى عليها.

وأشارت إلى أن سوريا الجديدة، التي لا تزال تبني مؤسساتها وجيشها الوطني من الصفر، ليست في وضع يمكنها من مواجهة إسرائيل عسكريًا. لكنها عبّرت عن استيائها قائلة: “لماذا لا يتحدث أحد من الدولة السورية الجديدة عن الانتهاكات في القنيطرة وحقوق شعبها؟”

في قرية الرفيد داخل المنطقة العازلة، قال السكان إن الجيش الإسرائيلي هدم منزلين وبستانًا، إضافة إلى موقع عسكري سوري سابق. وفي قرية الدوية، خارج المنطقة العازلة، تعرّض عبد الرحمن خالد العقاد (18 عامًا) لإصابة في ساقيه خلال مظاهرة احتجاجية في 25 كانون الأول/ديسمبر، حيث هتف المتظاهرون: “سوريا حرة حرة، إسرائيل تطلع برا!”.

وأضاف العقاد: “لم نكن مسلحين، لكن عندما اقتربنا أطلقوا النار علينا”.   وأفاد السكان بإصابة ستة أشخاص في الاحتجاجات، بينما أُصيب رجل آخر في حادث مشابه بقرية المعرية في 20 كانون الأول/ديسمبر.

وبرر الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بزعم أن المتظاهرين اقتربوا بسرعة ولم يستجيبوا للتحذيرات.

أعذار إسرائيلية وصمت سوري

وصفت إسرائيل أنشطتها في سوريا بأنها دفاعية ومؤقتة. وفي تصريح له، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر القيادة السورية الجديدة بأنها “عصابة إرهابية”، زاعمًا أن دولًا عدة تسعى للاعتراف بالحكومة السورية الجديدة فقط لإعادة اللاجئين السوريين. 

من جانبها، اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بدخولها المنطقة العازلة، بينما ادعت إسرائيل التزامها بمبادئ الاتفاق. وقدمت الحكومة السورية الجديدة شكوى لمجلس الأمن بشأن الغارات الجوية والتوغلات الإسرائيلية، لكن هذه القضية لم تبد أولوية لقيادتها، التي تسعى لتثبيت سيطرتها، فضلًا عن رفع العقوبات الغربية.

وفي تصريح علني، قال أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، إن سوريا لا تسعى إلى صراع عسكري مع إسرائيل ولن تشكل تهديدًا لجيرانها أو الغرب، في مؤشر واضح على تغيير السياسة السورية تجاه إسرائيل.

المصادر الإضافية • AP

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version