تتوالى التفسيرات صباح السابع من نوفمبر/تشرين الثاني لتحليل الهزيمة الانتخابية التي تعرضت لها كامالا هاريس، نائبة الرئيس ومرشحة الديمقراطيين أمام دونالد ترامب، مع تكرار ذكر أسماء معينة في التحليلات التي تُربط بشكل مستمر بهذه الهزيمة.

اعلان

“الانتصار له ألف والد، أمَّا الهزيمة فهي طفل يتيم”، كما يقول المثل السياسي المنسوب إلى جون كينيدي. وهزيمة المرشحة الديمقراطية أمام دونالد ترامب لا تخرج عن هذا السياق، حيث أشار المعلقون إلى عدة أسباب أدت إلى هذه الهزيمة. من بينها خمسة أسماء بحسب صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية كان لها دور بارز في هزيمة هاريس، ويعتقد أنها ساهمت بشكل كبير في نتائج الانتخابات.

أولهم.. إيلون ماسك

وبحسب الصحيفة الفرنسية، ألقى أغنى رجل في العالم بنفسه قلبًا وقالبًا في المعركة من أجل ربيبته، وحشد منصة “إكس”، شبكته الاجتماعية، بالكامل، وحوّلها إلى لوحة صوتية ذكورية ذات عقلية تآمرية وعنصرية علنية، وقدم ملايين الدولارات (بشكل غير قانوني) في شكل جوائز تومبولا (وهمية) للناخبين، وتحدث ضد كامالا هاريس بوتيرة محمومة.

جو بايدن

رئيس الولايات المتحدة انسحب بكرم من السباق في 21 يوليو لمساعدة الديمقراطيين بشكل أفضل، لكن كان ذلك متأخرًا بالفعل، كما يجزم العديد من قيادات الحزب الديمقراطي. المسؤول هنا هو الاقتصاد الأمريكي تحت إدارة بايدن، وهي القضية الرئيسية التي ركز عليها دونالد ترامب طوال الحملة.

في حين أن الأرقام ممتازة من الناحية الماكرو اقتصادية، اذ عانى المتقاعدون من التضخم في ظل بايدن بينما واجه الشباب آثارًا سلبية من انخفاض النمو، وبالمقابل، كانت مقترحات ترامب البسيطة والحمائية والتخفيضات الضريبية ووقف الهجرة غير الشرعية، أكثر جاذبية من بدائل هاريس التي لم يكن لديها وقت كاف لإيصالها، وهو التحليل الذي نشرته صحيفة “الفايننشال تايمز”.

أندي مونتغومري

هذا الشاب الأسود من كارولينا الشمالية صوّت لصالح دونالد ترامب، كما وعد، وهو ليس الوحيد. تلقى المرشح الجمهوري، العنصري علنًا، المزيد من الأصوات مما كان متوقعًا في الولايات ذات السكان السود واللاتينيين، وتشير استطلاعات الخروج من صناديق الاقتراع، ولو جزئيًا، إلى تقدم مذهل للمرشح الجمهوري بين الرجال السود، وخاصة الشباب منهم.

 لم ينجح رهان هاريس على النساء، وبالتأكيد على النساء السوداوات، فهن صوتن لها بنفس النسب التي صوتن بها لبايدن قبل أربع سنوات، لكن في المقابل، ارتفع دعم ترامب بأكثر من 10% بين الشباب الرجال السود، وخاصة أولئك الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة. وفي جميع الفئات العمرية، ارتفع دعم ترامب بنسبة 6% بين السود و10% بين اللاتينيين، بينما حصلت هاريس على 3% أقل مما حصل عليه بايدن في عام 2020. في مناطق التصويت ذات الأغلبية السوداء والإسبانية، “راهن ترامب على إخراجهم من ألعاب الفيديو للتصويت، وتمكن من ذلك”، كما يحلل روث ماركوس في واشنطن بوست وجايسي فورتين في “نيويورك تايمز”.

فولوديمير زيلينسكي

كان هناك أمريكي واحد من بين كل اثنين يعتقد قبيل الانتخابات أن بلاده “تعطي الكثير من المال للبلدان الأجنبية في الحرب”، مستهدفة على قدم المساواة إسرائيل وأوكرانيا. لكن بالنسبة لأوكرانيا، كان ترامب أكثر وضوحًا ورنَّ رسالته بصورة أقوى من تلك التي طرحتها هاريس.

 في الواقع، حتى في المجتمع الأوكراني المؤثر في بنسلفانيا، ينظر الناس إلى ترامب على أنه المرشح الذي يمكن أن ينهي الحرب بشكل أفضل، إذ “أعتقد أن الأوكرانيين الذين يدعمون الرئيس ترامب يرون فيه الرجل القوي الذي، في نهاية المطاف، على الرغم من خصائصه، سيكون قادرًا على مواجهة بوتين – رجل الأعمال الذي قد يتمكن من إبرام الصفقة”، كما شرح يوجين لوسيو، رئيس الكونغرس الأوكراني في الولاية، في تحليل لصحيفة واشنطن بوست.

بنيامين نتنياهو

أدت الحرب في غزة إلى انقسام عميق في الحزب الديمقراطي، وأعلن العديد من ناخبيه في المجتمعات المسلمة استعدادهم لمقاطعة التصويت للاحتجاج على الدعم المطلق الذي قدمه جو بايدن لإسرائيل. وعلى الرغم من أن هاريس كانت أكثر اعتدالًا، فإن ترددها استفاد منه ترامب بشكل كبير، حيث جمع الكثير من التأييد من المسلمين، دون الحاجة إلى شرح تناقضات مواقفه، بين “الصداقة العميقة” مع نتنياهو والدعوة إلى “إنهاء هذه الحرب بسرعة”.

كل هذه التحليلات، لا يمكن أن تغيب عن الأذهان الرجل السادس الذي أطاح بهاريس، دونالد ترامب نفسه، كلاعب سياسي ماهر تم دفنه بصورة مبكرة للغاية.

المصادر الإضافية • ليبيراسيون

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version