بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
صعّد رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع من لهجته تجاه طهران، متهمًا إياها بمواصلة السعي إلى تطوير سلاح نووي واستخدامه ضد إسرائيل، ومعتبرًا أن الضربات التي تعرّض لها برنامجها النووي لم تغيّر من جوهر أهدافها. وحذّر من أن إيران تعتقد بإمكانها “خداع العالم مجددًا” عبر التوصل إلى اتفاق نووي جديد، زاعمًا أن “طموح تدمير إسرائيل” لا يزال حاضرًا في حسابات القيادة الإيرانية.
وجاءت تصريحات برنياع خلال كلمة ألقاها مساء الثلاثاء في حفل توزيع جوائز التميّز لعناصر الموساد، حيث قال إن “النظام الإيراني استيقظ ليكتشف في لحظة أن إيران مكشوفة ومخترقة بعمق”، لكنه شدد على أن ذلك لم يدفع طهران إلى التراجع عن مساعيها. وأضاف أن إيران ستندفع قدمًا فور توفّر الظروف المناسبة، محذرًا من خطورة أي محاولة لإحياء اتفاق نووي جديد.
وقال برنياع إن إسرائيل “لم تسمح، ولن تسمح، ببلورة اتفاق سيّئ”، معتبرًا أن “دولة تضع تدمير إسرائيل شعارًا لها، وخدعت العالم أثناء تطويرها السلاح النووي، وخصّبت اليورانيوم إلى مستويات لا تفسير لها سوى السعي إلى امتلاك قدرة نووية عسكرية، ستندفع فور امتلاكها هذه القدرة”. وقال إن فكرة مواصلة تطوير قنبلة نووية “لا تزال نابضة في قلوبهم”، مشيرًا إلى أن “المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل لضمان عدم إعادة تشغيل المشروع النووي الذي تضرر بشدة، وذلك بالتعاون الوثيق مع الأمريكيين”.
اختراق سيبراني ورسائل تهديد
على خط موازٍ، أعلنت مجموعة قرصنة إيرانية تُدعى “حنظلة” أنها اخترقت هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بينيت، في ما سمّته “عملية الأخطبوط”. وقالت المجموعة في بيان إن بينيت لطالما تباهى بريادة إسرائيل في مجال الأمن السيبراني، معتبرة أن وقوع هاتفه “iPhone 13” في أيديها يكشف هشاشة هذا “الحصن الرقمي”، على حد تعبيرها. ولم يؤكد بينيت صحة هذه المعلومات أو ينفها حتى الآن.
من جهته، نفى بينيت تعرّض هاتفه للاختراق، مدعياً أن الفحوصات التي أُجريت أظهرت عدم اختراق هاتفه، وفق بيان مقتضب صادر عن مكتبه. وكان بينيت قد وصف إيران في وقت سابق بأنها “رأس الأخطبوط” للقوى التي تهدد إسرائيل في المنطقة.
وفي تطور مرتبط، كانت المجموعة نفسها قد عرضت مكافأة بقيمة 30 ألف دولار مقابل معلومات عن مهندسين وتقنيين إسرائيليين، ونشرت صورهم وأسماءهم ومؤهلاتهم وعناوين بريدهم الإلكتروني وأماكن وجودهم وأرقام هواتفهم، في خطوة أثارت مخاوف أمنية إضافية.
إعادة بناء الترسانة الصاروخية
بالتوازي، كان مسؤولون ومحللون إسرائيليون قد حذروا من أن طهران تعيد بناء ترسانتها الصاروخية بوتيرة عالية بعد حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل، بهدف أن تكون قادرة في أي تصعيد مستقبلي على إطلاق نحو 2000 صاروخ دفعة واحدة. ووفق مسؤولين عسكريين إسرائيليين وتقديرات استخباراتية إقليمية، استأنفت إيران الإنتاج المكثف للصواريخ الباليستية بعد ستة أشهر من الحرب، مع تشغيل المصانع “على مدار الساعة” لتعويض القدرات التي دمّرتها الضربات الإسرائيلية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أعلى ممثل عسكري تحذيره مشرّعين خلال اجتماع غير معلن للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست من أن جهود إعادة البناء تتقدّم بسرعة كبيرة. وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم من محاولات طهران تسريع التعافي بعد استهداف إسرائيل “الخلاطات الكوكبية”، وهي مكوّن أساسي في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية. وبحسب مسؤولين إقليميين اطّلعوا على تقييمات استخباراتية نقلها موقع “يديعوت أحرونوت”، لجأت طهران إلى أساليب أقدم لإنتاج وقود الصواريخ.
ومؤخرًا، أعلنت إيران تنظيم مناورات بحرية كبرى للحرس الثوري في الخليج الفارسي، شملت صواريخ كروز وصواريخ باليستية بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، إضافة إلى طائرات مسيّرة انتحارية. كما تم نشر ثلاثة أنظمة دفاع جوي خلال المناورات، وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن هذه الأنظمة، وبالاستفادة من الذكاء الاصطناعي، تمكنت من تحديد الأهداف الجوية والبحرية وإصابتها بدقة عالية خلال وقت قياسي.

