كشف تحقيق أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن الجانب المظلم لمشروع نيوم السعودي، حيث تختبئ خلف الطموحات المستقبلية والهندسة المعمارية المبهرة وقائع صادمة تشمل حالات اغتصاب جماعي، انتحار، وتهريب مخدرات، في تناقض صارخ مع وعود المشروع بالابتكار والتقدم.

اعلان

 وفقاً للصحيفة، يشير الموظفون إلى أن المشروع، الذي يُعد حجر الزاوية لرؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط، يواجه تحديات جسيمة. نيوم، المصممة كمدينة مستقبلية تمتد على 106 كيلومترات بناطحات سحاب متوازية، تُوصف بأنها أكبر مشروع بناء في العالم، لكنها بالنسبة لـ100 ألف عامل هناك أصبحت كابوساً يومياً. 

ذكرت “وول ستريت جورنال” أن المشروع يعاني من تجاوزات جمة، بالإضافة إلى ثقافة التنمر والتحرش. وتزامن ذلك مع مغادرة الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، نظمي النصر، بشكل مفاجئ الشهر الماضي، بعد تقارير كشفت عن سلوك غير لائق لبعض كبار المسؤولين التنفيذيين. 

مدينة تفتقر للأمان والخدمات الأساسية

كشف موظفون حاليون وسابقون للصحيفة عن افتقار مشروع نيوم للاستثمار في خدمات الطوارئ اللازمة لضمان أمان العاملين. وفقاً لتقرير مستقل بتكليف من نيوم عام 2022، وصفت شركة الأمن والصحة والنقل البريطانية وضع خدمات الطوارئ في المشروع بـ”الخطر الكارثي”.

ورغم أن الأرقام الرسمية للوفيات بين العمال تُظهر معدلات منخفضة نسبيًا، يحذر موظفون سابقون من احتمال أن تكون بعض الوفيات غير مُبلغ عنها. حاليًا، يتوفر في المشروع عيادة صحية منفصلة وعدد من سيارات الإسعاف والمروحيات، إلا أن هذه التحسينات لم تعالج كافة المخاطر التي تهدد العاملين.

تحديات السلامة على الطرق

مع تزايد عدد سكان المشروع، أصبحت السلامة على الطرق مصدر قلق كبير، خيث أفاد موظفون سابقون بتعرضهم لحوادث كادت أن تقع بسبب القيادة المتهورة للشاحنات والسيارات على المنعطفات، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”. كما أشاروا إلى رؤية أطفال سعوديين يقودون سيارات، وفي حادثة عام 2021، تسبب طفل يبلغ من العمر 8 سنوات في وفاة عاملين بعدما اصطدم بشاحنة تقلهما.

تقرير لشركة “سيركو” عام 2022 أكد أن الخطر الأكبر على السلامة الشخصية في نيوم يعود إلى القيادة غير القانونية، والسرعة الزائدة، وسوء تطبيق القوانين المرورية. ورغم إطلاق حملة للسلامة على الطرق، استمرت الحوادث القاتلة، بما في ذلك حادثة أيلول/ سبتمبر 2022 التي أودت بحياة ثلاثة عمال.

الكحول والانتهاكات السلوكية

على الرغم من الحظر المفروض على الكحول في السعودية، كشف موظفون عن تهريب المشروبات الكحولية أو تصنيعها داخل المخيمات. يُنظم البعض حفلات تُستهلك فيها الكحول، ما يؤدي أحياناً إلى حوادث إصابات ناتجة عن القيادة تحت تأثير الكحول.

وأفاد الموظفون لـ “وول ستريت جورنال” بأن المشرفين السعوديين يدركون هذه الممارسات، إلا أنهم غالباً ما يتجاهلونها طالما لم تتسبب في اضطرابات واضحة، مما يبرز ثغرات الرقابة في المشروع.

اضطرابات العمال وحوادث مأساوية

وقد اندلعت في آذار/مارس 2022، احتجاجات عنيفة من العمال بسبب سوء جودة الطعام، وهو أمر نادر في المملكة. أظهرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أعمال شغب وتخريب في المخيمات.

وفي نيسان/أبريل من العام نفسه، تم علاج عامل تناول جرعة زائدة من المخدرات، بينما عُثر في غرفته على مادة الميثامفيتامين. كما وثقت تقارير طبية حالات اغتصاب جماعي، محاولات قتل، وانتحار، بما في ذلك عامل أقدم على قطع معصميه بسبب عدم تلقيه أجره، وفقاً للصحيفة، ما يعكس ضعف السيطرة الإدارية وغياب الرقابة على معسكرات العمال.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version