شهدت صربيا، يوم الجمعة، إضرابًا طلابيًا واسعًا أدى إلى إغلاق العديد من الشركات في مختلف أنحاء البلاد، في وقت يستعد فيه الرئيس ألكسندر فوتشيتش لتنظيم مسيرة كبيرة تهدف إلى مواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكومته، والتي تتحدى قبضته على السلطة المستمرة منذ أكثر من عقد.

اعلان

وتزامن الإضراب مع مسيرات احتجاجية وإغلاقات مرورية يومية أقيمت في عدة مدن وبلدات لإحياء ذكرى ضحايا حادث انهيار مظلة خرسانية ضخمة في محطة قطارات مدينة نوفي ساد، والذي أسفر عن وفاة 15 شخصًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويعتقد كثيرون أن الحادث كان نتيجة أعمال إعادة بناء متسرعة وفاسدة.

احتجاجات متواصلة تطالب بالمحاسبة

الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية الحادث هي الأكبر منذ تولي فوتشيتش السلطة، حيث يطالب المحتجون بمحاسبة المسؤولين عن المأساة. ورغم سعيه الرسمي لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، يواجه فوتشيتش اتهامات بتقييد الحريات الديمقراطية وتعزيز سيطرته على مفاصل الدولة.

وقد انضمت العديد من الشركات للإضراب، بما في ذلك مطاعم وحانات ومسارح ومكتبات ومحلات تجارية، إلا أنه لم يتضح على الفور العدد الدقيق للأفراد والمؤسسات المشاركة في الدعوة. كما شهد يوم الجمعة احتجاجات في مدن بلغراد ونوفي ساد ونيس الجنوبية.

وأعلن المدعون في صربيا توجيه اتهامات ضد 13 شخصًا على خلفية انهيار المظلة، بينهم وزير حكومي وعدد من مسؤولي الدولة. ورغم ذلك، أُطلق سراح وزير البناء السابق غوران فيسيتش من الاحتجاز، مما أثار شكوكًا حول نزاهة التحقيق واستقلاله.

وتصاعدت الاحتجاجات الأسبوع الماضي عندما صدمت سيارة طلابًا محتجين في بلغراد، ما أدى إلى إصابة شابة بجروح خطيرة. ولم تسجل أي حوادث خلال الإغلاقات المرورية الرمزية التي استمرت 15 دقيقة يوم الجمعة، والتي بدأت في الساعة 11:52، في إشارة رمزية إلى توقيت انهيار المظلة في نوفي ساد.

استعدادات لمسيرة فوتشيتش

في مواجهة هذه الاحتجاجات، أعلن الرئيس فوتشيتش عن تنظيم مسيرة حاشدة في بلدة ياغودينا بوسط البلاد. وكشف عن خطط لتأسيس حركة سياسية وطنية مستوحاة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تهدف إلى تعزيز هيمنة حزبه التقدمي الصربي اليميني.

كما اتهم فوتشيتش ووسائل الإعلام الموالية له الطلاب المحتجين بالتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية للإطاحة بالحكومة، في حين تعرض المحتجون لاعتداءات متكررة من قبل مجموعات موالية للحكومة.

ومنذ شهرين، تعيش الجامعات الصربية حالة من الإغلاق، إلى جانب العديد من المدارس، فيما انضمت نقابة المحامين إلى الإضراب يوم الجمعة. ومع ذلك، لم تتضح أبعاد تأثير الإضراب على المؤسسات التي تديرها الدولة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version