تستعد روما لاستقبال عام مقدس جديد، حيث يفتتح البابا فرانسيس البوابة المقدسة، في كاتدرائية القديس بطرس، مع بداية قداس يقام عشية عيد الميلاد، معلنًا بذلك انطلاق مناسبات روحية تحتفل بها الكنيسة الكاثوليكية في القرن مرتين اثنتين، وربما احتفلت بها مرة، في كل 25 عاما.

اعلان

وبهذه المناسبة، يُتوقع أن يزور نحو 32 مليون حاج المدينة المقدسة، لتمنحهم هذه الزيارة فرصة الحصول على الغفران ومحو الخطايا. ويعد هذا الطقس واحدًا من أقدم التقاليد الكنسية التي شهدت تطورًا كبيرًا منذ أن أطلقها البابا في العام 1300.

ويمكن للمؤمنين الحصول على المغفرة، عبر حج ديني ومشاركة في القداسات والأنشطة الروحية، في روما أو في أماكن أخرى ذات أهمية روحية، مثل الأرض المقدسة. ومن أسباب الغفران كذلك: مزاولة الأعمال الرحيمة، مثل زيارة السجناء والمرضى، أو الإسهام في الأعمال الخيرية التي من شأنها تحسين حياة الآخرين. ويبرز هذا الجانب كدعوة للمؤمنين لتحمل المسؤولية الاجتماعية والإنسانية تجاه المحتاجين.

وفي خطوة غير مسبوقة، سيفتح البابا فرانسيس البوابة المقدسة في سجن “ريببيا” بمدينة روما، في رسالة أمل موجهة إلى السجناء، ليمنحهم فرصة للتوبة والإيمان بمستقبل أفضل. ويُعتبر هذا الفعل رمزًا للرحمة التي يسعى البابا لإيصالها إلى جميع أفراد المجتمع، مؤكدًا على أن العناية بالمستضعفين هي من أولويات الكنيسة.

ومع اقتراب بدء هذا العام المقدس، يتوقع أن يتضمن البرنامج عددا من الفعاليات الرسمية التي سيشارك فيها البابا فرانسيس، مثل اللقاءات مع الجنود والفنانين والطلبة والمعلمين، لتسليط الضوء على دورهم في المجتمع. وعلاوة على ذلك، ستكون هناك فعاليات غير رسمية ينظمها المؤمنون بأنفسهم من أجل تعزيز الشعور بالانتماء والتضامن.

وأمام هذا العدد الكبير من الزوار والحجاج، تتعزز الإجراءات الأمنية في المدينة بشكل غير مسبوق، حيث سيتم تعزيز عدد رجال الأمن بزيادة نحو 700 ضابط شرطة، إضافة إلى استخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات بدون طيار وكاميرات المراقبة لضمان سلامة الجميع.

وإلى جانب الإجراءات الأمنية، تشهد روما العديد من الأعمال الفنية والعمرانية التي تهدف إلى تحسين المدينة وتجهيزها لهذا الحدث الكبير، إذ تعمل السلطات المحلية على استكمال مشاريع تجميل وتطوير كبيرة، مما يسهم في إضفاء طابع جديد على المدينة استعدادًا لموسم الحج|.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version