تُنتج القهوة في 70 بلدا مختلفا، وتُشرب على نطاق واسع في جميع أنحاء الكوكب، ولكن، كم من عشاق القهوة يعرفون سمات حبوب القهوة المفضلة لديهم؟ وهل هي أرابيكا أو روبوستا أو مزيج منهما؟ ومن أي بلد؟ وما الارتفاع الذي نمت فيه؟ وكيف تمت معالجتها؟ إلى آخر هذه المعلومات التي تلعب دورا مهما في تحديد ما يمكن أن يتوقعه الشخص من قهوته.

تنصح خبيرة القهوة المحترفة جوليا بوباك بالتوقف عن التجربة والخطأ، واختيار أفضل حبوب البن “للحصول على فنجان القهوة الجيد الذي نحتاجه”، وهو ما يأخذنا في هذه الجولة الممتعة لاستكشاف أفضل مصادر القهوة عالية الجودة في العالم.

أفريقيا.. أفضل مصادر البن في العالم

أظهر تقييم لخبراء القهوة المعتمدين من “معهد جودة القهوة” شمل 1229 قهوة تم حصاد حبوبها في 16 دولة وذلك من عام 2010 إلى 2018 أن أفريقيا ممثلة في إثيوبيا وكينيا وأوغندا قد احتلت المراكز الثلاثة الأولى بين الدول العشر التي تقدم أفضل قهوة على مستوى العالم، بمعدل أعلى من 84 من 100.

وتليها في الترتيب كولومبيا والسلفادور وكوستاريكا وإندونيسيا وتايلند والبرازيل، ثم أفريقيا مرة أخرة ممثلة في تنزانيا.

فإثيوبيا هي موطن قهوة أرابيكا الأفضل في العالم منذ أكثر من ألف عام، والقهوة الإثيوبية تحظى بشعبية واسعة، خاصة في عالم القهوة المتخصصة.

وليس من المستغرب أن تكون إثيوبيا أفضل بلد للقهوة، بما لديها من طرق للمعالجة الطبيعية والتخمير، وما تملكه من أصناف بنكهات فاكهية وزهرية مميزة عمرها قرون، وتميزها بالمرتفعات التي توفر بيئة مثالية لنمو أشجار البن بشكل طبيعي.

وتمنح القهوة مظهرا مشرقا بلونها الأحمر الكهرماني العميق الذي يجعلها تشبه الشاي بنكهتي الفاكهة والزهور.

أما في كينيا فتُزرع حبوب البن منذ ما يقارب قرنا من الزمان، وتتميز العديد من أنواع القهوة الكينية بحلاوة السكر البني وحموضة التوت الناضج، وتضمن لعشاقها جودة كوب قهوة ممتازة.

وعلى الرغم من أن قهوة روبوستا تأتي في المرتبة الثانية بعد قهوة أرابيكا الأكثر ثراء ونعومة فإن حبوب روبوستا الأوغندية ظلت تنمو بشكل طبيعي دون تدخل بشري لقرون مضت.

وفي تنزانيا تمنح المرتفعات حبوب القهوة التربة الغنية ودرجات الحرارة الباردة التي تحتاجها لفترة نمو بطيئة ومعتدلة لتحظى بتحميص داكن ولذيذ، لكن مع الانتباه إلى أنها سريعة التلف، لأنها أكثر دهنية من المعدل المتوسط.

A glass of espresso coffee, a portafilter, and some espresso coffee blend are sitting on a wooden surface. (Photo by Nikos Pekiaridis/NurPhoto via Getty Images)

أنواع القهوة في أميركا الوسطى والجنوبية

من جانبها، تعتبر كولومبيا المعروفة بالمناخ الرائع لنمو القهوة والتربة البركانية الخصبة والتلال والجبال الظليلة الزارع الحصري لحبوب أرابيكا العطرية اللطيفة الفاكهية، بنكهتها التي تتراوح بين الشوكولاتة والكراميل والمكسرات، ومذاقها الغني الذي يبقى لفترة طويلة بعد ابتلاعها.

وهي رابع أفضل الدول المنتجة للقهوة عالية الجودة، وتزود العالم بنحو 15% من استهلاكه منها (أكثر من 760 ألف طن متري سنويا).

ووفقا لموقع “ورلد بوبليشن ريفيو”، يعتبر الكثيرون القهوة الكولومبية ضمن الأفضل في العالم، حيث تشتهر بـ4 أنواع رئيسية هي: أرابيكا وإكسترا وإكسلسو وسوبريمو.

وتعد سوبريمو الأعلى جودة، أما إكسترا فهي قوية جدا وتعطي طعما أكثر جرأة ومزيدا من الكافيين، في حين تجمع إكسلسو بين سمات سوبريمو وإكسترا، لكنها أكثر حمضية.

أما السلفادور فتُعرف بأنها أرض البراكين والقهوة والأمواج والتربة الخصبة والمرتفعات التي تتراوح بين 900 و1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وكلها عوامل تفسر سبب ازدهار حبوب قهوة تتميز بحموضة لطيفة وحلاوة تشبه العسل.

وتحيط المياه والبراكين بكوستاريكا، لتساهم في توفير الظروف المثالية لنمو حبوب قهوة غنية تشتهر بنكهة جوزية غنية، وتتمتع قهوة أرابيكا الكوستاريكية بمذاق كلاسيكي وسمعة طيبة.

وتنتج كوستاريكا قهوة عالية الجودة مزروعة على ارتفاع يزيد على 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، بنكهات من الفانيليا والشوكولاتة والفواكه.

ويتميز وادي كوستاريكا الخصيب بشمس دائمة ودرجات حرارة معتدلة تنتج قهوة فاخرة يتم تحميصها وتحضيرها بطريقة الترشيح، وكانت الخيار الأكثر تكلفة في أشهر سلاسل القهوة العالمية عام 2012، إذ يباع الكوب بسعر 7 دولارات.

من جانبها، تنتج البرازيل أفضل قهوة تحظى بشعبية كبيرة لدى عشاق القهوة حول العالم، حيث تزرع أشجارها على ارتفاعات منخفضة في أرض غنية وخصبة، وتخضع لمعايير عالية جدا.

فإذا كنت تريد قهوة ذات حلاوة مكثفة وقوام ثقيل فلن تجد مثل البرازيل المعروفة بأنها أكبر مهيمن على قهوة أرابيكا، إذ تنتج نحو 2.68 مليون طن متري من القهوة سنويا تستخدم غالبا في تحميص أغمق يناسب الإسبريسو القوي والجريء.

وتميل حبوب القهوة البرازيلية نحو مذاق الكراميل والشوكولاتة، والقليل من حلاوة العسل أحيانا، لكنها غالبا ما تتميز بمذاق جوزي.

وفي أميركا الوسطى -وتحديدا في غواتيمالا- تتميز القهوة الجبلية بجودتها، وتعد من أفضل أنواع القهوة في العالم، إذ تتمتع البلاد بمناخ فريد، ويساعد قربها من المحيط في إنتاج حبوب ذات رائحة مميزة ومذاق أنيق ونكهة أكثر كثافة.

وتنتج غواتيمالا أكثر من 245 ألف طن متري من حبوب البن سنويا، معظمها أرابيكا، وتشكل الأمطار الغزيرة والتربة البركانية البيئة المثالية لازدهارها، وتميل نحو مذاق حامضي معتدل وحلاوة تشبه الكراميل.

إندونيسيا وتايلند تحملان لواء القهوة الآسيوية

وفي القارة الآسيوية، تصدّر إندونيسيا أكثر أنواع القهوة تميزا في العالم، من حيث الحموضة المنخفضة والنكهات المميزة، مثل القرنفل وجوزة الطيب.

وتشتهر بقهوتها الجريئة التي تستهوي أولئك الذين يريدون نكهة دخانية وغنية، وتطلق نوتات الشوكولاتة الداكنة في النهاية.

وتزرع القهوة الإندونيسية في تربة بركانية تحيط بها مزارع التوابل، مما يمنحها نكهة ترابية وتوابلية، وتعد خيارا شائعا للاستخدام في مشروبات اللاتيه والكابتشينو.

بدورها، قد تكون تايلند وافدة جديدة على مشهد زراعة القهوة، لكن استهلاكها وإنتاجها نمَوَا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ يهيمن إنتاج قهوة أرابيكا في الشمال، في حين تعد قهوة روبوستا هي الركيزة الأساسية في الجنوب.

كما أنها تتفرد بطرق معالجة مبتكرة، مثل إضافة أوراق الموز أثناء عملية التخمير، مما يعزز إنتاجها من القهوة المتخصصة عالميا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version