بينما نغوص في عالم الشعر العربي، نجد أن لكل بحر شعري طابعه وجاذبيته الخاصة، ومن بين هذه البحور الشعرية المتألقة، نجد “بحر الهزج” والذي يعتبر واحدًا من أكثر البحور إيقاعية وجمالًا.

أصل التسمية:

لقب بحر الهزج هذا البحر الشعري بهذا الاسم نسبةً إلى تفعيلاته وإيقاعه الذي يشبه هزج الصوت. يتميز بوجود سببين خفيفين يتبعان الأوائل من أجزائه، وهما الأوتاد. هذه الأوتاد تساعد على تردد وصدى الصوت في الشعر، مما يمنحه همسًا وإيقاعًا فريدًا. سُمي هذا البحر “هزجًا” أيضًا بسبب أن العرب كانوا يستخدمونه للغناء، مما يجعله لونًا من ألوان الأغاني.

تفعيلات بحر الهزج:

وعن عروض بحر الهزج تتألف تفعيلات بحر الهزج من تسع مفاعيل، تُرتب في ثلاث تكرارات متتالية، لكنه يستخدم عمومًا مجزوءًا على أربع تفعيلات فقط. هذا الاستخدام المجزوء يمنحه إيقاعًا خاصًا وجميلًا.

مفتاح بحر الهزج:

مفتاح بحر الهزج هو جملة موزونة تأتي على إيقاع بحر الهزج، وهو: “على الأهزاج تسهيلٌ مفاعيلن مفاعيل”.

أنواع بحر الهزج:

بحر الهزج له نوعان رئيسيان. النوع الأول يتميز بأن عروضه وضربه صحيحة (مفاعيلن). النوع الثاني له عروض صحيحة (مفاعيلن) ولكن ضربه محذوف (مفاعي). هذا التنوع في الأنماط يمنح الشعراء مرونة للعب بالألوان والأصوات والمعاني.

خصائص بحر الهزج:

بحر الهزج يشبه إلى حد كبير بحر الوافر المجزوء. وبالتالي، يمكن أن يكون قصيدة على بحر الهزج مماثلة لبحر الوافر في تركيبتها وإيقاعها. وهذا يضيف له تعقيدًا وجاذبية إضافية.

مثال على بحر الهزج:

من الأمثلة على قصيدة كتبت ببحر الهزج هي قصيدة “ألا يا طائرَ الفِردوسِ” للشاعر عبد الرحمن شكري. هذه القصيدة تتميز بإيقاع هزج وكلمات موسيقية تجعلها متلحنة وجذابة للسامعين.

في الختام:

بحر الهزج يمثل ترنيمة شعرية موسيقية تأسر القلوب والعقول. إنه يجسد الإبداع والجمال في عالم الشعر العربي، وهو واحد من البحور الشعرية العديدة التي تثري الأدب العربي وتجعله أغنى وأعمق.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version