في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتحديث وتطوير كافة قطاعاتها، نفّذت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثّلة بفرعها في منطقة الرياض، ورشة عمل تدريبية متقدمة تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي في خدمة المنبر والخطابة». استهدفت هذه المبادرة النوعية شريحة واسعة من الخطباء والأئمة والدعاة والداعيات في المنطقة، بهدف تزويدهم بأحدث الأدوات التقنية لتعزيز رسالتهم الدعوية.

قدّم الورشة المستشار في التنمية البشرية والمدرب المعتمد في مجال الذكاء الاصطناعي، الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بن خنين، حيث استعرض محاور رئيسية شملت التعريف بالمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، ومهارات هندسة الأوامر (Prompt Engineering)، وكيفية تسخير تطبيقاته المتعددة في إعداد الخطب والمحتوى الدعوي. كما ركزت الورشة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات البحث العلمي، والتحليل الدقيق للمعلومات، والترجمة الفورية، مما يفتح آفاقًا جديدة لدعم الرسالة الدعوية بأساليب عصرية وفعالة.

السياق العام: التحول الرقمي ورؤية 2030

تأتي هذه الورشة ضمن سياق أوسع للتحول الوطني الشامل الذي تشهده المملكة، والذي تُعد رؤية 2030 محركه الأساسي. تهدف الرؤية إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، ويعتبر التحول الرقمي وتبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق هذه الأهداف. ولم تكن المؤسسات الدينية بمعزل عن هذا التطور، حيث تسعى وزارة الشؤون الإسلامية إلى مواءمة استراتيجياتها مع التوجهات الوطنية، مدركةً أهمية مواكبة العصر لضمان وصول رسالة الإسلام السمحة إلى مختلف شرائح المجتمع، وخاصة جيل الشباب الذي يتفاعل بشكل كبير مع العالم الرقمي.

أهمية المبادرة وتأثيرها المتوقع

على الصعيد المحلي، تهدف هذه البرامج إلى تمكين القائمين على الخطاب الديني من فهم وتحليل احتياجات الجمهور بشكل أعمق، وصياغة رسائل دعوية مؤثرة وجذابة تتناسب مع اهتماماتهم وتحدياتهم المعاصرة. ومن خلال التأكيد على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات، تضمن الوزارة أن يظل المحتوى متوافقًا مع ضوابط المنهج الوسطي المعتدل الذي تتبناه المملكة. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن هذه الخطوة تضع السعودية في مصاف الدول الرائدة في مجال تحديث الخطاب الديني. فمن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي، يمكن إنتاج محتوى ديني رصين وترجمته إلى لغات متعددة ونشره على نطاق عالمي، مما يساهم في تقديم صورة صحيحة عن الإسلام ومواجهة الأفكار المتطرفة التي تستغل الفضاء الرقمي لنشر رسائلها. إنها استراتيجية فاعلة لتعزيز القوة الناعمة للمملكة كمرجعية دينية عالمية تسعى لنشر قيم التسامح والاعتدال.

وفي الختام، تعكس هذه الجهود حرص وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على التطوير المستمر للعمل الدعوي، والارتقاء بأداء منسوبيها، وتوظيف كل ما هو جديد ومفيد لتحقيق أثر إيجابي أوسع في المجتمع، بما ينسجم مع المستهدفات الطموحة لرؤية المملكة 2030.

The post الشؤون الإسلامية السعودية توظف الذكاء الاصطناعي بالخطابة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

© 2025 الشرق اليوم. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version