لم تطرأ تغييرات كبيرة على الحواسيب المحمولة المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز لفترة طويلة، وخاصة الموديلات فائقة الأداء المزودة بمعالجات “إكس 86″ (x86) من إنتل و”إيه إم دي” (AMD)، والتي كانت تثير إزعاج المستخدم بسبب صوت المروحة المرتفع وفترة تشغيل البطارية القصيرة.

ولكن هذا الوضع تغير مع قيام العديد من الشركات العالمية بإطلاق الجيل الجديد من الحواسيب المحمولة المزودة بنظام الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على معالجات مشابهة للمعالجات المستخدمة في الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة.

وقد تم التعرف على خصائص هذه الموديلات الجديدة من خلال اختبار حاسوب مايكروسوفت “سيرفس 7” (Surface 7) ولينوفو “يوغا سلم 7 إكس” (Yoga Slim 7x)، والتأكد مما إذا كانت هذه الموديلات تمثل ثورة في عالم الحواسيب المحمولة.

ويأتي سيرفس 7 مزودا بمعالج “إيه آر إم” (ARM) مع مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت، ويمتاز بأنه أصبح أخف وزنا وأكثر كفاءة وذكاء.

وتتوفر أمام المستخدم إمكانية الاختيار ما بين اللون الرمادي والفضي والأزرق الميتاليك والذهبي الوردي، ويمتاز بوزن خفيف لا يتعدى 1.34 كيلوغرام، بينما يأتي جهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس في جسم بتصميم أنيق باللون الأزرق الداكن وبوزن 1.29 كيلوغرام.

سهولة التثبيت

يتم تثبيت نظام التشغيل بسهولة على كلا الجهازين؛ حيث لا يتعدى الأمر اختيار البلد واللغة وإجراء بعض الإعدادات البسيطة وقبول اتفاقيات الترخيص، ولكن لماذا يتم اختبار حزمة البرامج المكتبية “أوفيس 365” (Office 365) والحاجة إلى رقم البطاقة الائتمانية، في حين أن المستخدم يمكنه تخطي كل هذه الخطوات؟

وفي الخطوة التالية يتم تسجيل الدخول بواسطة حساب مايكروسوفت الخاص بالمستخدم وإعداد وظيفة ويندوز “هلو” (Hello)؛ حيث يتعين على المستخدم النظر إلى الكاميرا وسيتم إلغاء قفل الحاسوب.

وتعمل حواسيب مايكروسوفت ولينوفو بطريقة رائعة؛ حيث يتم تشغيل نظام التشغيل بسرعة فائقة، وينشط الحاسوب المحمول عند طي الشاشة لأعلى، وتعمل بهدوء حتى مع فتح الكثير من علامات التبويب.

ولم تعمل المروحة أثناء الاختبار حتى عندما كانت درجة حرارة المكتب 28 درجة مئوية، وتمتاز الشاشة بأنها ساطعة للغاية ويسهل قراءة النصوص عليها، وتتم عملية التمرير على جهاز مايكروسوفت سيرفس 7 بسلاسة كبيرة بفضل معدل تحديث الصورة 120 هرتزا، وتعمل شاشة جهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس بمعدل تحديث صورة 90 هرتزا، ولكن قياس الشاشة أكبر قليلا؛ حيث تبلغ 14.5 بوصة بدلا من 13.8 بوصة.

مؤتمرات الفيديو

ويتم إجراء مؤتمرات الفيديو بصورة جيدة بواسطة الجهازين، وعند ضبط درجة سطوع الشاشة على درجة أقل، وعدم مشاهدة مقاطع الفيديو كثيرا فإن فترة تشغيل بطارية حاسوب مايكروسوفت سيرفس 7 تمتد إلى 8 ساعات، في حين تستمر فترة تشغيل بطارية لينوفو لمدة 9 ساعات.

ويعمل المعالج كوالكوم “سناب دراغون- إكس” (Snapdragon-X) المتوفر بداخل الجهازين بشكل جيد ويحتاج إلى قدر أقل من الطاقة، ويزخر جهاز يوغا سلم 7 إكس بإصدار أسرع من معالج كوالكوم “سناب دراغون- إكس” مقارنة بجهاز مايكروسوفت، ويتضمن 12 نواة حوسبة بدلا من 10 أنوية، ولكن أثناء الاختبار تعذر الاستفادة من القوة القصوى للمعالج، وتتوفر حاليا بعض تطبيقات ويندوز، التي تتناسب مع معمارية “إيه آر إم” الخاصة بالمعالج، والتي كانت تمثل في السابق نقطة ضعف كبيرة.

وتسلك الشركات العالمية طرقا مختلفا فيما يتعلق بمنافذ “يو إس بي” (USB)، فبينما تعتمد شركة لينوفو باستمرار على منافذ “يو إس بي- سي” (USB-C) الحديثة، توفر شركة مايكروسوفت منفذ “يو إس بي- إيه” (USB-A) إلى جانب اثنين من منافذ “يو إس بي- سي”.

وتتمثل الميزة العملية لذلك في أنه يمكن استعمال الكثير من الأجهزة القديمة عن طريق المنفذ القديم، ولمواكبة هذه الوظيفة وضعت شركة لينوفو محولا ضخما في علبة كرتون، ويتضمن هذا المحول منافذ “يو إس بي” القديمة إلى جانب مخرج  في “جي إيه” (VGA) ومخرج “إتش دي إم آي” (HDMI) للشاشات الخارجية.

زر مساعد الذكاء الاصطناعي

يظهر زر مساعد الذكاء الاصطناعي بشكل مختلف على هذه الأجهزة، حيث يحتل مكان زر القائمة، ويكفي الضغط على هذا الزر لمرة واحدة ليطلب مساعد الذكاء الاصطناعي التعليمات، وعند الضغط مرة أخرى لا يختفي المساعد، وهو ما يمثل اختلافا عن منطقية مفاتيح ويندوز، ويمكن للمستخدم حاليا تنزيل تطبيق “كوبايلوت” (Copilot) أو الوصول إلى إصدار الويب.

ويمكن للمستخدم مثلا أن يطلب من مساعد الذكاء الاصطناعي تحويل الملاحظات إلى عرض تقديمي بواسطة برنامج “باور بوينت” (Power Point) في 6 شرائح، وبعد أقل من 10 ثوان تتوفر هذه المعلومات لحضور الاجتماع وتكون بتنسيق منظم أنيق في ملف مكون من 6 شرائح عرض وبدون أي أخطاء.

ويمكن للمستخدم الاستفسار من مساعد الذكاء الاصطناعي عن الكثير من الأسئلة العامة مثل: أي جانب من بطانية الإنقاذ يكون للداخل وأي جانب يكون للخارج؟ وهنا يجيب مساعد الذكاء الاصطناعي بأن الجانب الفضي يجب أن يكون للداخل عند الرغبة في الحماية من التجمد، ولكنه يكون للخارج عندما يرغب المرء في الحماية من أشعة الشمس.

أمور مخيبة للآمال

من الأمور المخيبة للآمال مع مساعد الذكاء الاصطناعي أن إنشاء الرسومات يتم بصورة سيئة إلى حد ما، كما أن بعض الوظائف، التي يتم الترويج لها، مثل تحرير الصور بمساعد الذكاء الاصطناعي، تكون مخفية بشكل يزيد من صعوبة العثور عليها.

ولا تتوفر وظيفة الاستدعاء (Recall)، التي تحلل كل ما يظهر على الشاشة باستمرار عن طريق وظيفة التعرف على الصورة وإتاحة البحث فيه، في بعض البلدان بسبب مخاوف شديدة بشأن حماية البيانات.

ونظرا لأن مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت مدمج في نظام التشغيل ويندوز ويتم تحميله عند بدء تشغيل الحاسوب، علاوة على أنه موجود أيضا في متصفح الإنترنت “إيدج” (Edge) وحزمة برامج “أوفيس” (Office)، فإن كل ذلك يمثل صدمة حقيقية لشركة غوغل؛ لأنه سيجري عمليات بحث بسيطة بواسطة محرك البحث الخاص بشركة مايكروسوفت “بنغ” (Bing)، كما أنه سيعرض مصادر هذه النتائج.

ويعتبر الإصدار السابع من حاسوب مايكروسوفت سيرفس 7 وجهاز لينوفو يوغا سلم 7 إكس من الأجهزة القوية، التي لا تشتمل على عيوب حقيقية، وتمتاز هذه الأجهزة بجودة الصناعة والمكونات المتطورة، مثل لوحة المفاتيح الرائعة ولوحة اللمس والشاشة اللمسية، التي تسهل الكثير من خطوات العمل، والتي قد تتفوق على الموديل المنافس من شركة آبل.

ورغم أن الحواسيب المحمولة من مايكروسوفت ولينوفو لا تلبي متطلبات عشاق الألعاب كثيفة الحوسبة، فإنها تعتبر من الموديلات القوية للقيام بالأعمال.

وخلاصة القول: يعتبر مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت بمثابة أداة مفيدة للقيام بالأعمال؛ حيث إنه يسهل خطوات العمل وإعطاء الأفكار وتنظيم المعلومات وإنشاء الرسومات الهزلية.

ويتوقف مدى فائدة مساعد الذكاء الاصطناعي في المقام الأول على الشخص الجالس أمام الحاسوب؛ حيث يتعين عليه التفكير قليلا واكتشاف الفوائد التي تعود على العمل؛ من استعمال مساعد الذكاء الاصطناعي، وليس بالضروري أن يكون من شركة مايكروسوفت، ولكن يمكنه استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل شات جي بي تي أو جيميناي، من خلال إضافتها كعلامة مرجعية في متصفح الإنترنت.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version