المقارنات بين النجمين الفرنسي كيليان مبابي، والنرويجي إيرلينغ هالاند، تكاد لا تتوقف في ظل جدل حول من الأفضل بينهما.

وترجح كفة مبابي (25 عاما) عند الحديث عن الإنجازات الدولية على مستوى المنتخبات، حيث فاز بالعديد من البطولات أبرزها كأس العالم عام 2018 في روسيا، وهو ما يفتقده هالاند الذي يلعب لمنتخب مغمور لم يتأهل أصلا لكأس العالم أو حتى كأس أوروبا.

لكن منذ انتقال هالاند (24 عاما) إلى مانشستر سيتي عام 2022 وهو يسحب البساط من تحت أقدام مبابي شيئا فشيئا، بفضل أرقامه القياسية في تسجيل الأهداف وحصده لقب هداف البريميرليغ مع كأس البطولة في الموسمين الماضيين، إضافة إلى بطولات أخرى أبرزها مساهمته في تتويج سيتي بدوري الأبطال والسوبر الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه العام الماضي.

وكان من المفترض أن يكون انتقال مبابي إلى ريال مدريد هذا الصيف قفزة كبيرة تجعل النجم الفرنسي يغرد وحيدا على القمة، لكنه ورغم تتويجه في أول مباراة مع الملكي بكأس السوبر الأوروبي على حساب أتلانتا الإيطالي ومساهمته بهدف في الفوز، فقد تعرض لانتقادات وتشكيك كبير بعد غيابه عن التهديف وانعدام خطورته تقريبا في أول 3 مباريات في الدوري الإسباني.

وحتى بعدما سجل أخيرا في المباراة الرابعة ثنائية في مرمى ريال بيتيس أمس الأحد، فلا يزال بعيدا عن القاطرة البشرية هالاند الذي يطلق عليه البعض آلة الأهداف الذي سجل 7 أهداف في 3 مباريات فقط في البريميرليغ.

كما أصبح في موسمين تقريبا اللاعب السابع في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز الذي لديه أكبر عدد من الثلاثيات (هاتريك) برصيد 7 ثلاثيات مع تميزه بأنه احتاج عددا أقل من المباريات لتحقيق هذا الإنجاز الضخم.

ولم يتبق لهالاند سوى القليل لإثبات أنه أحد أفضل المهاجمين في الآونة الأخيرة بفضل غريزته التهديفية وأنه لا يتعب أبدًا من تسجيل الأهداف وآخرها ضد ويستهام عندما سجل سجل ثلاثية مرة أخرى ليمنح السيتي الفوز بجدارة.

إذن فأرقام وبطولات هالاند على مستوى الأندية -حتى الآن- تفوق مبابي، الذي يحتفظ بأفضلية مطلقة لن تتبدل أبدا على مستوى المنتخبات.

من الأمهر مبابي أم هالاند؟

وعلى مستوى المهارات الفردية لا يوجد خلاف على تفوق مبابي ولمساته الجمالية في المراوغات وتسجيل الأهداف إضافة إلى سرعته الفائقة، فيما يتميز هالاند أكثر في النواحي البدنية التي تعوض عدم امتلاكه مهارات النجم الفرنسي.

ففي مواجهات واحد ضد واحد، تجد أن مبابي يلجأ بالفطرة للمراوغة مستغلا سرعته بالكرة كما حدث في مباريات كثيرة ومنها اللقطة الأيقونية التي يجذبه فيها بيكيه مدافع برشلونة خلال مواجهة فريقه السابق باريس سان جيرمان في كامب نو.

أما هالاند فتجده يعتمد على قوته البدنية بشكل أكبر وقدرته الفائقة على التسجيل من أوضاع مختلفة والقفز عاليا مستغلا طول قامته 1.94 متر عن مبابي 1.78 متر.

كل هذا جعل البعض يطلق على هالاند لقب الروبوت نظرا لأنه يلعب بطريقة شبه آلية وأهدافه تكاد تكون متطابقة في بعض الأحيان.

موسم فاصل

وإذا كان يصعب على البعض الفصل في الأفضلية بين النجمين حاليا فقد تكون أوضح بكثير نهاية الموسم بعدما يتضح بجلاء مدى ما سيقدمه مبابي مع ريال مدريد.

وفي حال نجح على مستوى الإنجازات الفردية والجماعية مع الفريق فستكون الأفضلية له بشكل غير قابل للشك، أما فشله فسيفتح الطريق أمام هالاند لحسم صراع الأفضلية بينهما، كما سيضعه بقوة على ترشيحات الكرة الذهبية التي سيتصارع عليها النجمان خلال السنوات المقبلة.

ويمكن القول عن مبابي، إنه لاعب من الطراز الرفيع قد تستمتع بأهدافه ولمساته الفنية، أما هالاند فهو مهاجم قوي فريد من نوعه، قد يبهرك بغزارة أهدافه وحركاته الأكروباتية التي يسجل بها بعض أهدافه الكثيرة، وكلاهما غالبا ما يصنع الفارق مع الفريق الذي يلعب له.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version