لم يعرف توتنهام طريقه إلى منصات التتويج منذ 16 عامًا، وظل النادي اللندني بعيدًا عن حصد البطولات في عهد المالك دانييل ليفي رغم ضمه لأفضل اللاعبين وتعاقده مع صفوة المدربين في أوروبا، مثل البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أنطونيو كونتي والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

وتوج توتنهام بآخر ألقابه في فبراير/شباط 2008، عندما ظفر بكأس الرابطة الإنجليزية بعد الفوز (2-1) على تشلسي.

منذ ذلك الحين تعاقب على تدريب توتنهام 8 مدربين، فشلوا جميعهم في تحقيق أي ألقاب للسبيرز رغم أنه كان مدججا بالنجوم من أمثال الإنجليزي هاري كين والفرنسي هوغو لوريس والكوري هون مين سون.

اللافت أن المدربين، خاصة مورينيو وكونتي، نجحوا في تحقيق البطولات مع الأندية الأخرى في مسيرتهما التدريبية، لكنهما فشلا تمامًا مع توتنهام.

ويتفق أغلب المدربين على شيء واحد وهو أنهم لا يعرفون سر فشل توتنهام في الفوز بالألقاب.

واستطاع توتنهام منذ 2008، التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2019، وبلوغ نهائي كأس الرابطة في 2014-2015 و2020-2021، إلى جانب وصافة الدوري الإنجليزي موسم 2016-2017.

ماوريسيو بوتشيتينو

تولى ماوريسيو بوتشيتينو المسؤولية الفنية في توتنهام في 27 مايو/أيار 2014 وقاد النادي لنهائي كأس الرابطة في موسمه الأول لكنه خسر اللقب أمام تشلسي.

في العام التالي، قاد النادي للتأهل لدوري أبطال أوروبا بعد الحصول على المركز الثالث الذي يعتبر أفضل مركز يحققه النادي منذ 26 عاما.

وأسهم الأرجنتيني في مشاركة الفريق بدوري أبطال أوروبا بصفة مستمرة، وقاده لنهائي البطولة في 2019، الذي خسره من ليفربول بهدفين نظيفين.

وحظى توتنهام تحت قيادة بوتشيتينو بالكثير من الثناء كواحد من أقوى فرق الدوري الممتاز في السنوات الأخيرة، ولكنه لم يظفر بأي لقب في خلال سنواته الخمس مع النادي وأقيل بعد 5 مواسم.

خيبة مورينيو

في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عين البرتغالي جوزيه مورينيو خلفا لبوتشيتينو، لكن النادي اللندني أقاله بعد 17 شهرا فقط بسبب تراجع النتائج.

وأنهى مورينيو موسمه الأول 2019-2020 مع توتنهام في المركز السادس برصيد 59 نقطة. وشاب ذلك الموسم الكثير من الأزمات التي تزامنت مع انتشار وباء كورونا.

وخاض “السبيشل ون” مع الفريق اللندني 86 مباراة في جميع البطولات حقق خلالها 45 انتصارا و17 تعادلا وتلقى 24 خسارة.

مورينيو الملقب بمدرب الكؤوس والألقاب حقق خلال تلك الرحلة القصيرة أكثر من رقم سلبي لم يحققه من قبل على مدار مسيرته التدريبية الطويلة.

المدرب البرتغالي حقق أسوأ نسبة انتصارات في مسيرته مع توتنهام، وذلك بنسبة 51.16%، بينما كان أسوأ رقم له قبلها هو 58.33% مع مانشستر يونايتد.

ولأول مرة منذ تدريب بورتو البرتغالي في 2002، يفشل مورينيو في الفوز مع فريق يقوده بأي لقب.

وكانت آخر صحيات مورينيو، أنه أحرز “نصف لقب” مع توتنهام بعدما قاد توتنهام لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم، لكنه أقيل قبل أسبوع واحد من المباراة.

ويقول مورينيو إن “النادي الوحيد -في مساري المهني- الذي انعزلت شعوريا تماما عنه هو توتنهام”.

وأضاف “تشلسي، بورتو، إنتر ميلان، ريال مدريد، مانشستر يونايتد.. لكل هذه الأندية مكان في قلبي”. ستبقى العلاقة قائمة كما بقيت مع النوادي الأخرى، إلا مع نادي السيد دانييل ليفي”.

استياء كونتي

تولى كونتي القيادة الفنية لتوتنهام في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، خلفا لنونو إسبريتو سانتو بهدف قيادة النادي للفوز بالبطولات، الغائبة عن خزائنه منذ 2008.

ونجح في قيادة الفريق للتأهل لدوري أبطال أوروبا في موسمه الأول 2021-2022.

وضع توتنهام آماله بكونتي المتوّج بلقب الدوري مع كل من يوفنتوس وإنتر الإيطاليين وتشلسي، لإنهاء فترة 15 عاما من دون ألقاب.

وعلى الرغم من أن البعض اعتبر أنه من الصعب على توتنهام اجتياز اللعب في أوروبا، عرف كونتي كيف يغرس في فريقه العقلية التي سمحت له بالفوز على أرسنال في سباق الرمق الأخير على البطاقة الأخيرة المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا (2021-2022).

غير أن تردي النتائج في الكؤوس المحلية والخروج من ثمن نهائي المسابقة القارية الأم أمام ميلان الإيطالي (صفر-1 ذهابا وصفر-صفر إيابا)، أدت إلى فتور في العلاقة مجددا بين النادي ومدربه.

وكان كونتي يشعر دائما بأنه غير مناسب لتوتنهام؛ فمطالبه وطريقة عمله ونفاد صبره تتعارض مع الطريقة التي يعمل بها ليفي.

وقاد كونتي الفريق اللندني في 76 مباراة وحقق 41 انتصارا مقابل 23 هزيمة.

ووضع توتنهام، حدا لعلاقته المتوترة مع كونتي بالإعلان عن إنهاء التعاقد مع المدرب الإيطالي في مارس/آذار 2023.

غير أن كونتي شن هجوما ضاريا على لاعبي توتنهام واتهمهم بالأنانية والافتقار للروح القتالية كما انتقد إرث النادي.

وأضاف “اعتاد توتنهام على عدم اللعب من أجل شيء عظيم، لا يريدون اللعب تحت الضغوطات.. إنها قصة هذا النادي، ليفي هنا منذ 20 عامًا ولم يفز بأي شيء. لماذا؟ فهل يقع اللوم على النادي أم المسَيِّر؟ وأنا قد عرفت كل المسيرين الذين مَروا على النادي، لأن الأوان حان للتغيير إن كان لنادي توتنهام أي نية في التغيير”.

وغادر كونتي الفريق في النهاية وهو في المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال قبل 10 مراحل من نهاية الموسم.

أنجي بوستيكوجلو

عندما تولى تدريب توتنهام في يونيو/حزيران 2023 كان المدرب الأسترالي يمني النفس بتكرار تجربة نجاحه التي حققها مع سيلتك عندما حصد لقب الدوري الأسكتلندي في الموسمين الماضيين والحالي، بالإضافة إلى الفوز بكأس أسكتلندا الموسم الماضي، وكأس الرابطة مرتين.

وقال الأسترالي “قد لا أكون مواكبًا لما يحدث لكن هذا لا يهمني. كل ما يهمني هو أن أفوز”.

وصرح “سواء داخل أسوار النادي أو خارجه، أظن أنها تجربة تعلمنا منها، وقد تمهد لأن نكون فريقا فائزا”.

لكن نبرة التفاؤل هذه خبت بشكل واضح وتجلت أكثر في تصريحه عقب الخسارة أمام مانشستر سيتي 0-2 مساء الثلاثاء.

وردا على سؤال عما إذا كان أداء فريقه منحه الثقة في الأسس التي وضعها النادي قال بوستيكوجلو، “أعتقد أن الـ48 ساعة الماضية كشفت لي الكثير وكشفت مدى هشاشة أسس الفريق”.

وزعمت وسائل إعلام إنجليزية، أن “أحد موظفي توتنهام طلب من بوستيكوجلو -قبل مباراة مان سيتي- أن يلعب بفريق الشباب في المباراة، الأمر الذي أثار غضب المدرب وجعله يتساءل حول ثقافة النادي”.

وأعرب بشكل متكرر عن دهشته من احتمالية أن يكون مشجعي الفريق سعداء للخسارة أمام مانشستر سيتي بسبب تأثير نتيجة هذه المباراة على لقب الدوري، حيث وصل الأمر ببعض مشجعي النادي للاحتفال مع جماهير السيتي.

وأنهت الهزيمة آمال توتنهام الضئيلة في احتلال المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا.

وبدأ توتنهام الموسم متصدرا للدوري الممتاز والآن يحتاج إلى نقطة واحدة في مباراته الأخيرة أمام شيفيلد يونايتد (الهابط إلى الدرجة الأولى) لضمان المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي الموسم المقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version