أفادت وسائل إعلام رسمية في إيران بأن البلاد تمكنت بنجاح من إطلاق أثقل حمولاتها الفضائية إلى الآن بوزن بلغ 300 كيلوغرام، وتتضمن قمرا اصطناعيا وقاطرة فضائية وحمولة أخرى، باستخدام حامل أقمار اصطناعية تم تطويره محليا، مما يمثل نقلة نوعية في تاريخ برنامج الفضاء الإيراني.

وتكونت الحمولة من قمر اصطناعي لأغراض الاتصالات سمي “فخر-1” وقاطرة فضاء تسمى “سامان-1″، والقاطرة الفضائية هي نوع من المركبات الفضائية المستخدمة لنقل القطع التقنية في الفضاء من منطقة إلى أخرى.

سامان-1 الجديد

وبشكل أكثر خصوصية فإن سامان-1 هو “نظام نقل مداري” مصمم لنقل الأقمار الاصطناعية من مدارات أقل إلى مدارات أعلى، من مدار على مسافة 400 كيلومتر في الفضاء إلى مدار على مسافة 7 آلاف كيلومتر.

وقد وضعت الحمولات الثلاث في مدار أرضي منخفض بيضاوي الشكل يصل إلى 410 كيلومترات في أعلى نقطة له (الأوج)، وينزل إلى 300 كيلومتر في أدنى نقطة له (الحضيض).

وفي مهمتها الأولى، ستُكلف القاطرة برفع قمر اصطناعي يبلغ وزنه 100 كيلوغرام من مدار دائري يبلغ طوله 400 كيلومتر إلى مدار بيضاوي يبلغ أوج دورانه 700 كيلومتر، المركبة كذلك ستكون مسؤولة عن تثبيت وإزالة الاهتزازات حول القمر الاصطناعي، ومن ثم وضعه في مداره بدقة وهدوء.

وقد أطلقت تلك الحمولات باستخدام حامل الأقمار الاصطناعية سيمرغ محلي الصنع من قاعدة إطلاق الإمام الخميني في محافظة سمنان شمالي البلاد.

الصاروخ سيمرغ

سیمرغ هو صاروخ إيراني الصنع، يعمل كمركبة لإطلاق الأقمار الاصطناعية ويعمل بالوقود السائل.

وكشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن مشروع سيمرغ في فبراير/شباط 2010، كجزء من احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطلاق أوميد، أول قمر اصطناعي إيراني يتم إطلاقه محليا والذي انطلق بالفعل في 2016.

ويعد سيمرغ تطورا كبيرا في المشروع الفضائي الإيراني، فهو أول صاروخ يمكنه وضع حمولات متعددة في المدار (على سبيل المثال، حمولة رئيسية واحدة والعديد من الأقمار الاصطناعية المكعبة الثانوية)، وبالمقارنة، كان سابقه الصاروخ سفير قادرا فقط على وضع حمولة واحدة وزنها 50 كيلوغراما في مدار حول الأرض.

أجرى الصاروخ 7 مهام إطلاق رسمية حتى ديسمبر/كانون الأول 2024، وبهذه الإحصائية، فهو من بين 40 منصة إطلاق أقمار اصطناعية نشطة بأعلى عدد من عمليات الإطلاق في العالم.

إيران تنفذ عملية إطلاق ناجحة إلى الفضاء

صاروخ آخر

ويعد البرنامج الفضائي الإيراني في أوج نشاطه حاليا، ففي سبتمبر/أيلول الماضي قالت إيران إنها نجحت في وضع قمر للأبحاث يسمى “شمران-1” في المدار باستخدام صاروخ حامل “قائم-100″، الذي ينتجه قسم الفضاء الجوي بالحرس الثوري.

تم الكشف عن قائم-100 في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وأجرى رحلته المدارية الأولى في عام 2023 حاملا قمر الاتصالات “ناهيد”، لكنه فشل في وضعه في المدار، وخلال الإطلاق التالي في 2024، نجح في وضع القمر “ثريا” في مدار على مسافة 750 كيلومترا، محطما الرقم القياسي السابق لارتفاع إيران مداريا.

في هذا السياق فإن قائم-100 هو أول صاروخ إيراني يعمل بالوقود الصلب بـ3 مراحل، ومن المعروف أن الوقود الصلب يسهل ويسرع عمليات إنتاج الصواريخ، مما يعد طفرة في هذا النطاق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version