في تعاون مشترك بين وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” و”تحالف كربون مابر” أُطلق القمر الصناعي “تانغر-1” يوم الجمعة الماضي على متن صاروخ الفضاء “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس” في مهمة تعد الأولى من نوعها. ووفق وكالة رويترز، يمثل هذا الإطلاق خطوة محورية في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.

ويعد “تحالف كربون مابر” منظمة خاصة تهدف إلى تعقب انبعاثات غاز الميثان والحد منها على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية، كما تعد رحلة “تانغر-1” خطوة نحو مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري، إذ إنه القمر الصناعي الوحيد المكلف بمهمة مسح كوكب الأرض بشكل شامل بحثا عن تسريبات غاز الميثان وانبعاثاته.

وقد رافق القمر الصناعي “تانغر-1” 115 قمرا صناعيا آخر في رحلة مشتركة أطلقت عليها “سبيس إكس” اسم “ترانسبورتر-11”.

مراقبة تسرب غاز الميثان

رغم قصر عمر غاز الميثان في الغلاف الجوي مقارنة بغاز ثاني أكسيد الكربون، فإن تأثيره على الاحترار العالمي يكون أقوى بنحو 80 مرة، مما يجعله أشد تأثيرا على مشكلة التغير المناخي في سياقات بعينها.

وينبعث الميثان من مصادر طبيعية، مثل المستنقعات وأراضي التندرا، نتيجة تحلل المواد العضوية، بالإضافة إلى المصادر البشرية التي تشمل إنتاج النفط والغاز والزراعة ومكبات النفايات، وهذه الأنشطة تساهم بشكل كبير في إطلاق كميات ضخمة من الميثان بالغلاف الجوي.

وسيعتمد القمر الصناعي “تانغر-1” على تقنية التصوير الطيفي الفائق المتطورة لتعقب مصادر الانبعاثات بدقة عالية، مما يمكنه من تحديد التسريبات الصغيرة من المرافق الفردية، مثل مصافي النفط ومكبات النفايات والمواقع الزراعية.

وبحسب شركة “كربون مابر” فإن القمر الصناعي سيركز على المنشآت التي تنفث أكثر من 100 كيلوغرام من الميثان في الساعة، وسيساعد في تحديد مصدر تلك الانبعاثات، مثل تسرب خط أنابيب أو شعلة من محطة طاقة، وهو أول قمر صناعي من بين العديد من الأقمار الصناعية التي تأمل المنظمة غير الربحية في إطلاقها، مع خطط لجعل البيانات الناتجة متاحة للجمهور عبر الإنترنت.

وتدعم مبادرة “تحالف كربون مابر” اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2016، وتهدف إلى توفير جميع البيانات التي يجمعها القمر الصناعي “تانغر-1” للجمهور عبر منصات على شبكة الإنترنت، ويعزز هذا النهج الشفافية ويتيح للمؤسسات البيئية والمعاهد البحثية الوصول إلى المعلومات اللازمة لدعم جهودهم في مكافحة تغير المناخ.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version