توصل فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة بادوفا الإيطالية إلى أن العنقود النجمي المعروف باسم “القلائص” يرجح أنه يحتوي على عدد من الثقوب السوداء، ويدعو الفريق إلى مزيد من الفحص لتلك المنطقة المميزة من السماء.

والعناقيد النجمية المفتوحة هي مجموعات من النجوم التي نشأت معًا في الماضي السحيق من السحابة الغبارية نفسها، ثم استمرت إلى جوار بعضها البعض لملايين السنين، ومثل “الثريا” (Pleiades)، تعد القلائص (Hyades) من العناقيد النجمية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة بسهولة.

محاكاة النجوم

وتوصل الفريق إلى النتائج التي نشرت في النشرة الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، عبر بناء محاكاة تتبع حركة وتطور جميع النجوم في القلائص لإعادة إنتاج حالتها الحالية.

وقد أظهرت المحاكاة أنه لا يمكن لكتلة وحجم القلائص أن تصل إلى الوضع الحالي إلا في حالة واحدة وهي وجود بعض الثقوب السوداء في مركز العنقود النجمي المفتوح.

ويقترح الفريق، في بيان صحفي من جامعة برشلونة المشاركة في الدراسة، إجراء مزيد من الرصد المفصل لعنقود القلائص لتأكيد هذه الفرضية، وإذا تم ذلك فسوف نحصل على أقرب ثقب أسود للأرض على مسافة نحو 150 سنة ضوئية فقط، بعد أن كان الأقرب لها “غايا بي إتش1” (Gaia BH1)، الذي يقع على بُعد نحو 1550 سنة ضوئية من الأرض.

“نوق الدبران”

ويمكن رؤية القلائص بسهولة في السماء، فهي مجموعة من النجوم الخافتة التي تتخذ شكل حرف”في (V)”، وتحيط بالنجم اللامع “الدبران”، وفي الأسطورة العربية القديمة هي صغار النوق والأغنام الخاصة بالدبران.

وتحكي الأسطورة أن الدبران وقع في حب الثريا (وهي عنقود نجمي قريب)، وقرر أن يتزوجها لكنها رفضت، فساق إليها ما يملك من نوق وأغنام لعلها توافق على طلبه، لكنها لم تفعل قط، حتى قيل في المثل “أوفى من الدبران وأغدر من الثريا”، ويقصد أن أحدهما يكون وفيا جدا لدرجة أنه يشبه الدبران الذي لا يكل ولا يمل من تتبع الثريا، أو يكون أغدر من الثريا التي ترفض كل ما يقدمه الدبران إلى الأبد.

وتتكون القلائص من عدة مئات من النجوم التي تشترك في الخصائص الكيميائية والحركة عبر الفضاء، وكذلك العمر، إذ يقدر عمرها جميعا نحو 625 مليون سنة فقط، مما يجعلها نجوما فتية (الشمس مثلا عمرها 4.5 مليارات سنة إلى الآن).

أما الثريا، فتظهر على مسافة من الدبران متخذة شكل خطّاف الصنارة الصغير، نعرف الآن أنها تكونت خلال 100 مليون سنة مضت، وتحوي عدة آلاف من النجوم الزرقاء الساخنة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version