لا شك في أن دول العالم وخبراء السياسة والاستراتيجيا، باتوا مقتنعين بأن العالم بعد تنصيب الرئيس دونالد ترمب، في 20 يناير 2025، سيكون شيئاً آخر غير ما كان عليه طوال السنوات الأربع الماضية. ليس لأن ترمب أفضل من الرئيس الحالي جوزيف بايدن، وليس لأن الجمهوريين أفضل من الديموقراطيين، ولكن لأن أولويات الرئيس ترمب بالنسبة إلى قضايا العالم تختلف كلياً عما سعى الديموقراطيون إلى تطبيقه. ومعلوم أن لترمب مواقفَ واضحةً تجاه التغيّر المناخي، وتمويل حلف شمال الأطلسي، وضرورة وقف حربي غزة وأوكرانيا اللتين عجزت إدارة بايدن عن وقفهما، ووضع أسس جديدة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين دول العالم. وربما لهذه الأسباب مجتمعة، أو لواحد منها، رحّب كثيرون بانتخاب ترمب لولاية رئاسية ثانية، على رغم تحفظاتهم حيال سياساته ومواقفه المعروفة. ويعتقد كثيرون أن فترة رئاسته الأولى كانت درساً كافياً للرئيس المنتخب ليتخذ سياسات متوازنة تجاه الأطراف الدولية كافية. ولعله بات يدرك جيداً أن هدف التطبيع مع إسرائيل لن يتحقق ما لم تستجب إسرائيل لشروط العرب، بأن تُقِرّ تل أبيب تسوية تتضمن مساراً سلساً لإقامة دولة فلسطينية. ومن يظنون أن ترمب سيصبر على تجاوزات سموتريتخ وبن غفير، وآخرها دعوتهما إلى ضم الضفة الغربية لإسرائيل، واهم، ليس لأن ترمب يحبهما، ولكن لأن إرضاء الحليف الإسرائيلي سيُغضب الحليف العربي، الذي لم يعد صامتاً ويائساً كما كانت الحال قبل عقدين أو ثلاثة عقود. سنوات ترمب الأربع ستكون مليئة بالمفاجآت المثيرة لكل قارات المعمورة.
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version