بعد الضربة الموجعة التي تلقتها من عملية “طوفان الأقصى”، روجت إسرائيل لإستراتيجية إعلامية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، تبناها حلفاؤها ورددها معظم الساسة والإعلاميين الغربيين.

فقد هاتف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو -بعيد هجوم المقاومة بقليل- الرئيس الأميركي جو بايدن ليقول له: “لقد أخذوا عشرات الأطفال وربطوهم ثم أحرقوهم… إنهم أسوأ من تنظيم الدولة”.

وتعاقب المحللون والساسة في الدول الغربية لتثبيت السردية الإسرائيلية، ثم بنوا عليها: “هم ليسوا بشرا أصلا.. حيوانات فقط”، وذلك لتبرير إبادة الفلسطينيين.

ونقلت وسائل الإعلام العالمية تصريح زير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه: “هؤلاء حيوانات بشرية، وسنعاملهم على ذلك الأساس، وقد قطعت عنهم الماء والكهرباء”.

وذهبت إسرائيل وحلفاؤها أيضا إلى القول إن هجوم المقاومة نسخة أخرى من 11 سبتمبر/أيلول، وهي وسيلة لتسويغ ما قد تقوم به مهما كان.

وعملت تل أبيب على تكرار سرديتها عملا بقول الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش: “طريقتي هي تكرار الفكرة كثيرا حتى تستقر في الأذهان”.

وإذا نجحت السردية في نزع الإنسانية عن الخصم -كما أورد تقرير أحمد فال الذي بثته قناة الجزيرة- وفي تثبيت كون ما وقع في إسرائيل نسخة من 11 سبتمبر/ أيلول فكل شيء يصبح مقبولا.

وقضت الإستراتيجية التي روجت إسرائيل وحلفاؤها بأن هجوم المقاومة الفلسطينية ينبغي أن يكون مسوغا لنزع البشرية عن مليونيْ إنسان يعيشون تحت القذائف في غزة، أما الدموع فينبغي أن تكون لما يقع في إسرائيل فحسب.

وقد ظهر جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأميركي، وهو يقول متحدثا عن القتلى في إسرائيل: “من الصعب رؤية هذه الصور.. فهؤلاء بشر.. لهم أسر، لهم إخوة وأخوات وأصدقاء ومحبون”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version