في إطار حرص القيادة السعودية على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة واليمن على وجه الخصوص وتعزيزا لجهود المملكة الرامية لإيجاد حل سياسي شامل، واستكمالاً لمباحثات الوفد السعودي إلى صنعاء في إبريل من العام الحالي، للتباحث حول سبل حل القضايا الخلافية والتوصل إلى إيقاف إطلاق نار دائم، واستمراراً لجهود المملكة التاريخية في تشجيع الحوار مع جميع المكونات اليمنية، تستضيف الرياض اليوم (الخميس) وفداً يمثل المكون اليمني الحوثي بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي شامل، والانتقال باليمن من مرحلة النزاعات، إلى مرحلة يسودها الاستقرار والتنمية والإعمار.

إن الحل للأزمة في اليمن حل سياسي ولا يمكن تحقيقه إلا بتوافق المكونات اليمنية، وإن النجاح في ذلك يعد انتصاراً للحكومة الشرعية والتحالف ويعكس تنفيذ إرادتهم السياسية على كل من يسعى إلى إدامة النزاع والأزمة في اليمن في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، كون الفرصة أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية كافة.

وتواصل المملكة دعمها السخي لمجلس القيادة الرئاسي وجميع المكونات السياسية اليمنية والذي لا يمكن أن تتخلى عنهم في ضوء ما تحقق من منجزات بعد تشكيله، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في اتصال هاتفي برئيس مجلس القيادة اليمني الدكتور رشاد العليمي في وقت سابق من الأسبوع الجاري، خصوصاً وأن المملكة التي تشارك اليمنيين في الدم والنسب والجغرافية والدين لم تدخر جهدا يؤدي إلى حقن الدماء ودعم كافة الجهود للتوصل إلى حلٍّ سياسي شامل للأزمة اليمنية، ولم تتجاهل المملكة القضايا الملحة على الساحة اليمنية خصوصاً قضية الجنوب في أي حل مستقبلي في اليمن والتي توليها اهتماماً بإدراجها في أجندة المفاوضات ضمن مراحل التسوية السياسية الشاملة في اليمن، ووضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشامل، وفق مخرجات المشاورات اليمنية- اليمنية التي عُقدت في الرياض في 2021.

وتهدف الجهود السعودية والإقليمية والدولية المبذولة حالياً إلى تشجيع الأطراف اليمنية كافة لإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني، والعمل من أجل تحقيق الازدهار والتنمية في مناطق الجمهورية اليمنية كافة، والانتقال إلى مرحلة جديدة من السلام في ظل أجواء التهدئة الإقليمية.

وتدعم السعودية المبادرة التي دعا لها مجلس التعاون الخليجي لوقف إطلاق النار وجلوس جميع الأطراف اليمنية بما فيها الحوثيون على طاولة المشاورات اليمنية-اليمنية، كما شجعت الحكومة اليمنية على القبول بالهدنة في عام 2021 وتمديدها، مما أسهم في اتفاق اليمنيين برعاية المملكة، على خارطة طريق سياسية تنهي الاقتتال السياسي وتعالج المسائل الخلافية عبر الحوار الداخلي دون تدخلات خارجية، هو تأكيد واضح وصريح على نهج السعودية الدائم والمخلص لليمن والتي ترى أن السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو أن تراعي كافة القوى اليمنية مصلحة اليمن وشعبه الكريم على أي اعتبارات أخرى.

وتواصل المملكة دعمها السخي للشعب اليمني وحكومته على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وتنموياً وصولاً لتحقيق تطلعاته نحو دولة مستقرة ذات سيادة بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

وكان مصدران مطلعان قد أكدا لـ«رويترز» أن مبعوثين من الحوثيين وسلطنة عمان سيصلون إلى المملكة، اليوم للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، موضحاً أن الوفد العماني وصل إلى صنعاء بوقت سابق وغادر ومعه الوفد الحوثي للرياض.

وقال عضو المكتب السياسي الحوثي علي القحوم في تدوينات على حسابه في «إكس»: «التفاؤل قائم وما زال في نجاح الوساطة لتحقيق السلام في البلاد».

وتدفع الأمم المتحدة من أجل إرساء اتفاق دائم بين اليمنيين بعد سنوات من الاقتتال، بعدما كان المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن قد طالب أطراف النزاع تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن حلول.

وأكد المبعوث الأممي الحاجة إلى ترجمة ذلك في خطوات ملموسة.

في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، اليوم دعم الحكومية اليمنية لجهود السعودية وسلطنة عمان وكافة الجهود والمساعي الحميدة الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء الأزمة اليمنية وتحقيق السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها.

وقدم رئيس الوزراء خلال اجتماع للمجلس إحاطة شاملة حول التطورات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، إضافة الى نتائج اللقاء مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، في إطار التحركات الإقليمية والأممية والدولية المنسقة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وإنهاء الحرب، ودعم جهود الحكومة لتنفيذ مسار الإصلاحات وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.

وأكد رئيس الوزراء أن الدولة والحكومة ترحب بجهود السلام وترى أن الزخم الدبلوماسي المتصاعد حاليا يضع الحوثيين مجددا أمام استحقاقات السلام القائم على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والحقوق والديموقراطية وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تسببت بها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version