بيروت– سيطرت أجواء من التوتر والدمار على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منطقة الجاموس، أمس الجمعة.

وأصابت الغارة مبنى سكنيا مؤلفا من 7 طوابق في حي القائم، مدمرة إياه بالكامل بعد إصابته بـ4 صواريخ، كما استهدفت مرآبا مشتركا بين مبنيين آخرين بصاروخين إضافيين، مما أدى إلى تدمير الطابق الثاني تحت الأرض حيث كان يجتمع عدد من قادة قوة الرضوان التابعة لحزب الله.

وضم الاجتماع 20 من قادة وحدة الرضوان، وأسفر عن استشهاد إبراهيم عقيل، الذي يعتبر الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر، بالإضافة إلى القائد البارز أحمد وهبي، الذي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان حتى أوائل العام الجاري و15 مقاتلا آخر.

عمليات بحث مستمرة

في موقع الاستهداف، رصدت الجزيرة نت مشهدا كارثيا، فقد تحول المبنى المستهدف إلى كومة من الأنقاض، وأُصيبت المباني المجاورة بأضرار جسيمة. وتناثر الحطام في الشوارع، بينما تواصل فرق الدفاع المدني جهودها للبحث عن 23 مفقودًا، بينهم أطفال ونساء، وسط إجراءات أمنية مشددة تسودها حالة من الترقب والقلق بين سكان المنطقة.

تركت عشرات السيارات المتضررة في وسط الطريق، مغطاة بغبار أبيض، مما أعطى انطباعا بأنها مهجورة منذ زمن بعيد. في الوقت ذاته، كانت رائحة الحريق والدماء تخنق الأنفاس وتثقل الأجواء، لتضاف إلى مشاهد الدمار التي خلفتها الغارة.

تغطي الأنقاض والزجاج المحطم الطرقات، بينما تختلط أصوات المسعفين ببكاء الأهالي وأدعيتهم. ينتظر السكان أي أخبار عن أحبائهم، وتتواتر بينهم أسئلة مؤلمة مثل: هل هم أحياء؟ هل رآهم أحد؟ تبقى هذه التساؤلات بلا إجابات حتى انتهاء عملية رفع الركام.

وفي خضم هذه الكارثة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 31، بينهم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و6 و10 سنوات، بالإضافة إلى 7 نساء و3 سوريين. كما تم تسجيل إصابة 68 شخصًا آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم حالتان في حالة حرجة.

أصوات الأهالي وسط الدمار

سيدة رفضت اصطحاب أطفالها خوفا عليهم من رؤية مشاهد الدمار، تقول بصوت مرتجف “المبنى فقد معالمه”، وتروي للجزيرة نت تفاصيل اللحظات الأولى “كنت في العمل عندما وقع الاستهداف. حاولت الاتصال بعائلتي، لكن دون جدوى. ركضت باتجاه المنطقة وأنا أصرخ، كنت متأكدة أن الكارثة وقعت، خاصة أن منزل أهلي مقابل للمبنى المستهدف… الحمد لله، الله حماهم”.

من جانبه، وصف رجل مسن من سكان المنطقة المشهد قائلا “المنظر لا يوصف.. مرعب جدا. الله يشفي الجرحى وينقذ المفقودين تحت الأنقاض”.

وهذه الضربة هي الثالثة التي تستهدف الضاحية الجنوبية منذ بدء طوفان الأقصى، وكانت الأشد دمارا منذ اغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة حماس، وفؤاد شكر، القائد الجهادي في حزب الله.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version