توصلت «رويترز» إلى تفاصيل جديدة عن هروب بشار الأسد، وكشفت كيف خدع الرئيس السوري السابق مستشارته ومساعديه ومسؤولي الحكومة وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكدة أنه لم يُبلغ أحداً بـ«خطة الهروب» عندما كان نظامه ينهار أمام تقدم قوات المعارضة المسلحة.

وأفصحت مقابلات الوكالة مع 14 شخصاً على دراية بالأحداث أن بشار أبلغ نحو 30 من قادة الجيش والأمن خلال اجتماع عُقد السبت بوزارة الدفاع، أي قبل أقل من 24 ساعة على هروبه إلى روسيا، أن الدعم العسكري الروسي في الطريق، وطالب القوات البرية بالصمود، وفقاً لقائد عسكري حضر الاجتماع.

وأفاد أحد المساعدين بأن بشار أبلغ مدير مكتبه السبت، عندما انتهى من عمله، بأنه سيعود إلى المنزل، لكنه كان في طريقه إلى المطار وفق مخطط الهروب. وأضاف أنه اتصل بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان، وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة كلمة له، وعندما وصلت لم يكن هناك أحد.

ووفق المصادر، فإن بشار بدا في صورة من يبحث عن مساعدة خارجية لإطالة حكمه الذي استمر نحو ربع قرن، قبل أن يعتمد على الخداع للتخطيط لهروبه في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي 8 ديسمبر، ذلك اليوم الذي لن ينساه السوريون.

ونقلت «رويترز» عن ضابطين كبيرين في الجيش السوري قولهما إن الأسد صعد على متن طائرة تابعة للخطوط السورية في مطار دمشق في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وذكرت أن طائرة شحن من طراز «إليوشن إيل-76 ​​تي» أقلعت من المطار في الساعة 03:59 بالتوقيت المحلي (01:59 بتوقيت غرينتش) إلى وجهة غير محددة.

وبحسب بيانات موقع Flightradar24، توجهت الطائرة في البداية نحو ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهو معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، ويضم قاعدتين عسكريتين روسيتين رئيسيتين، هما قاعدة حميميم الجوية، والقاعدة البحرية في طرطوس، إلا أن الطائرة بعد أن حلقت فوق حمص عادت إلى مسارها وبدأت التحليق شرقاً مرة أخرى بينما فقدت ارتفاعها أيضاً. وفُقدت إشارتها حوالي الساعة 04:39 (02:39 بتوقيت غرينتش)، عندما كانت على بعد حوالي 13 كيلومترا غرب حمص وعلى ارتفاع 1625 قدماً (495 متراً) فقط.

وأظهرت بيانات موقع تتبع الرحلات أن طائرة عسكرية روسية أقلعت (الأحد) من مطار اللاذقية الدولي المجاور لقاعدة حميميم، وتوجهت إلى موسكو، وتبين فيما بعد أنها كانت تحمل بشار إلى العاصمة الروسية، بحسب ما أعلن في وقت لاحق بأن روسيا منحته وعائلته حق اللجوء السياسي لـ«دواعٍ إنسانية»، حسب قولها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version