الدوحة- تأتي احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر هذا العام وسط أجواء من الفعاليات الاستثنائية التي تحمل في طياتها تفاصيل كثيرة تذهب إلى أن تكون أكثر من مجرد احتفالات وطنية، بل رحلة إلى الماضي تعرض حقبة من الزمن عاشها آباء وأجداد هذه الأرض، لترسخ في أذهان الأجيال القادمة فكرة أن الوطن أغلى من كل شيء.

اليوم الوطني لدولة قطر الذي يوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يعتبر حدثا استثنائيا في نفوس المواطنين القطريين حيث تكتسي الشوارع والمباني بحلة وطنية مبهرة، وتزين الأعلام كل مكان لتصبح رمزا حيا يجسد وحدة الشعب وفخره بهُويته.

قطر تكتسي بعلمها

ولا تقتصر الزينة على نشر الأعلام وتعليق الصور، بل تمتد إلى الرسومات واللوحات والإضاءات التي تحول ليالي الدوحة إلى عروض مبهرة، في مشهد تتناغم فيه ألوان العلم القطري، الأبيض والعنابي، مع أضواء المباني والشوارع لتخلق حالة استثنائية من الفرح والترقب للاحتفالات الكبرى.

“شوارعنا تتحول إلى لوحة فنية إبداعية نابضة بالحياة” يقول المواطن القطري جاسم المري، ويضيف في حديثه للجزيرة نت “اليوم الوطني ذكرى عزيزة علينا نعبر من خلالها عن ولائنا وانتمائنا للوطن والقيادة”.

يسعى القطريون من خلال احتفالات اليوم الوطني لإحياء ذكرى تأسيس دولتهم على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، في نفوس أبنائهم، واستذكار تضحيات آبائهم وأجدادهم الذين واجهوا الصعاب من أجل وحدة الوطن وازدهاره، حتى أصبحت قطر في مصاف الدول المتقدمة الحريصة على راحة ورفاهية شعبها.

فعاليات بروح علمية وثقافية

المواطن حسن محمد العلي ذهب باحتفالات الدولة إلى أبعد من ذلك، حيث يراها فرصة تحرص من خلالها الدولة على ترسيخ أهمية مشاركة المواطنين في مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها البلاد في جميع المجالات، وخاصة من خلال عرض فعاليات ونشاطات تدفع طلبة المدارس إلى التفوق في التعليم ونيل أعلى العلامات لاستكمال دراستهم في جميع التخصصات لخدمة الوطن في العديد من المجالات، وخاصة الطاقة والأمن والبناء والاقتصاد والإعلام والسياسة.

الجزيرة نت التقت الكاتب القطري صالح غريب في درب الساعي حيث قال: “في هذه الأجواء، يبدو الحضور فاعلا للمشهد الثقافي، انطلاقا من تطور هذا المشهد، الذي يبدو جليا في مختلف الفعاليات التي ترعاها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة”.

وأضاف أن “الناظر إلى المشهد الثقافي اليوم يراه يشهد حراكا لافتا في تلك الأجواء الوطنية، يلخصه مشهد درب الساعي، بكل ما يشهده من فعاليات ثقافية وتراثية وفنية، تستحضر سير الأولين بكل ما تحمله من عراقة”.

يشير الكاتب القطري غريب إلى أنه وبخلاف كل هذه الفعاليات، يبدو المشهد الثقافي والتراثي والفني في العديد من المؤسسات المعنية بالفعل الثقافي متوهجا ومتفاعلا مع محيطه، بكل ما يشهده من أجواء وطنية، بالشكل الذي يدل على مدى التفاعل الجماهيري الثقافي اللافت.

وغير بعيد عن هذا المشهد، يبدو الصرح الثقافي العريق، المتمثل في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) متوهجا كعادته بكل ما يحمله التراث من كنوز ونفائس، عبر فعاليات ثقافية وتراثية متنوعة، تعكس قيم الدوحة التراثية الزاخرة.

وفي القلب من هذا الحضور، تأتي متاحف قطر، لتطلق معرضها “مال لوّل”، في نسخته الرابعة، لتبرز من خلاله مدى تنوع الموروث القطري، ليرافق سلسلة معارضها التي تعزز من خلالها عراقة الإرث القطري الأصيل، وتنفتح منها على إبداعات فنية عالمية.

درب الساعي

ويعد درب الساعي أحد أبرز الفعاليات الوطنية التي تقام في دولة قطر، احتفالا باليوم الوطني، حيث يعتبر مقر الدرب جوهرة التاج في الاحتفاليات التي تعكس التزام قطر العميق بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي، وتفتح نافذة على الماضي في قلب الحاضر المتطور.

ويجمع درب الساعي بين الأصالة والحداثة، ليكون مناسبة مميزة تمزج بين الاحتفالات الوطنية والفعاليات الثقافية، حيث يشارك فيه جميع أطياف المجتمع القطري، من المواطنين والمقيمين على حد سواء.

ويشارك الزوار في تجارب حية تتيح لهم التعرف على كيفية حياة القطريين في الماضي، من خلال معارض الحرف اليدوية والأنشطة التراثية والعروض الحية التي توضح كيفية صيد اللؤلؤ، والغوص، وفنون الطهي التقليدية.

كما يتم تنظيم مسابقات للأطفال والشباب للتعرف على ألعاب قديمة وألعاب شعبية كانت تشكل جزءا من الحياة اليومية في قطر.

تعددت الأنشطة في درب الساعي هذا العام لتشمل عروضا فنية ومسرحيات وأمسيات شعرية وعروضا موسيقية، مما يتيح للزوار التمتع بالثقافة والفنون القطرية.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة أعلنت تمديد فعاليات اليوم الوطني للدولة في درب الساعي حتى يوم السبت المقبل الموافق 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version