فيما تصدرت أحداث سورية الاهتمام الدولي، لا تزال قضية غزة تراوح مكانها وسط آمال بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رغم استمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق المدنيين، فيما بدت الحرب في السودان التي تقترب من عامها الثاني «منسية» وغائبة عن الأجندة الدولية سوى من نقاشات تركز على الوضع الإنساني.

وهيمنت النجاحات التي حققتها فصائل المعارضة المسلحة في سورية وقائدها أحمد الشرع على الاهتمام السياسي والدبلوماسي الدولي، وبات الجميع يركز على مستقبل العملية الانتقالية في دمشق، وضرورة إشراك جميع الأطراف في الحكومة الجديدة التي ستتولى إدارة شؤون الدولة بعد انتهاء مهمة الحكومة المؤقتة التي يقودها محمد البشير.

وكانت سورية خلال الأيام الماضية محل اهتمام كبير، وحظيت العاصمة بزيارات دبلوماسية في مسعى للتعرف على توجهات الإدارة الجديدة وأولوياتها خلال المرحلة القادمة.

وكانت لجنة الاتصال الوزارية التابعة لجامعة الدول العربية قد عقدت اجتماعاتها في مدينة العقبة جنوب الأردن (السبت)، وشددت على ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية، واحترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، داعية إلى ضرورة إجراء حوار وطني شامل، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية.

وعلى صعيد الوضع في غزة، شهدت حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع المنكوب منذ 7 أكتوبر العام الماضي تصعيداً كثيفاً في حجم الغارات الإسرائيلية وعدد الضحايا الفلسطينيين، مستغلة التركيز والاهتمام الإعلامي بما حدث في سورية من تطورات دراماتيكية انتهت خلال أيام بإسقاط نظام بشار الأسد وهروبه إلى روسيا.

وتفيد المعلومات بأن إسرائيل تخطط لتقسيم غزة، وسط دعوات مسؤولين متطرفين بإقامة مستوطنات في القطاع المنكوب.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه قضية غزة، يبدو أن الأزمة الشائكة في السودان باتت منسية من الخارطة الدولية رغم استمرار المعارك والمواجهات العسكرية بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وسط معلومات عن تقدم القوات المسلحة السودانية.

ويعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على مدى الأسبوع الحالي العديد من الجلسات المغلقة والمفتوحة إزاء حالة الاضطراب التي تشهدها ملفات المنطقة وعلى رأسها أحداث سورية وفلسطين والسودان وليبيا.

ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن غداً (الثلاثاء) التطورات السياسية والإنسانية في سورية، كما يتوقع أن يقدم المبعوث الخاص لسورية غير بيدرسن، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توماس فليتشر، واثنان من ممثلي المجتمع المدني إحاطة إعلامية.

ويناقش المجلس (الأربعاء) الوضع في فلسطين وجهود السلام في غزة التي ستشهد تقديم إحاطات ومشاريع قرارات مرتقبة، في حين يناقش المجلس ذاته (الخميس) الشأن السوداني والوضع الإنساني فيه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version