وما لبث موقع “تلكس” الإخباري المجري أن أدخل بعدا جديدا وأكثر إثارة وتعقيدا على القضية. فنقل عن مصادر مجهولة قولها إن شركة مسجلة في العاصمة البلغارية صوفيا، باسم مواطن نرويجي، استوردت أجهزة البيجر المخصصة للاتصالات خارج أنظمة الشبكات المعتمدة، ونظمت تسليمها لحزب الله. علما أن ” دوتشه فيله” كانت قد نقلت عن مؤسس الشركة التايلاندية هسو تشينغ كوانغ قوله إن غولد أبولو” لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم بل صنعتها شركة “بي.إيه.سي كونسلتينغ” (B.A.C Consulting)، ومقرها بودابست”.

كيف كان وقع الاتهام المجري الضمني لبلغاريا بالمسؤولية عن توريد أجهزة البيجرالمفخخة؟ وما طبيعة الخيوط التي كشفها الإعلام المحلي لهذه القضية ذات الأبعاد الأمنية والسياسية وثيقة الصلة بالحرب المفتوحة بين حزب الله والمؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها الموساد؟

على خلاف عدم الاكتراث الذي أبداه بوريسوف زعيم أكبر كتلة برلمانية حيال قضية حرب غزة وآثارها، تحركت الوكالة الحكومية للأمن القومي (المخابرات) بعد ساعات من ظهور التلميحات المجرية لدور بلغاري محتمل في قضية أجهزة البيجر الملغومة، فسارعت إلى نشر بيان رسمي على موقعها يقول إن الوكالة “توصلت بعد تحقيقاتها بالتعاون مع وكالة الضرائب ووزارة الداخلية ووكالة الجمارك بما لا يدع مجالا للشك إلى أن أجهزة الاتصال المسؤولة عن الانفجارات في لبنان وسوريا في 17 سبتمبر/أيلول، لم يتم استيرادها أو تصديرها أو إنتاجها داخل بلغاريا”.

نورتا غلوبال

غير أن المتابعات الإعلامية للقضية ما لبثت أن كشفت وجود حلقة بلغارية في سلاسل التوريد المسؤولة عن إيصال أجهزة البيجر الملغومة. فبعدما أحالت المعلومات الواردة من بودابست مسؤولية انتقال أجهزة البيجر على شركة نورتا غلوبال المسجلة في صوفيا منذ مارس/آذار 2022 باسم نرويجي من أصول هندية يدعى رينسون يوسي، تبين أن هذه الشركة مسجلة برأس مال لا يزيد على 200 ليفا (110 دولارات)، وأنها لا تملك سوى عنوان بريدي في شارع فيتوشا بالعاصمة، وأن من سجلها قبل مارس/آذار 2022 ليس مالكها النرويجي يوسي، بل محامي شركة نورتا ويدعى أتانس فيليكوف أتناسوف. وتبين أيضا أن عنوان الشقة المشار إليها في الترخيص يضم 196 شركة وهمية مماثلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version