وسط حالة الشد والجذب بين البلدين، حذرت الرئاسة الروسية «الكرملين»، من صدام وشيك بين أوكرانيا وبولندا. واعتبر الكرملين، اليوم (الجمعة)، أن تصاعد التوتر بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين «حتمي».

وتعليقاً على الخلافات المستمرة بين كييف وبولندا بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: نحن ندرك أن التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت، وهذا أمر حتمي، وتزامناً نواصل عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لتحقيق أهدافنا.

وكان وزير الخارجية البولندية «زبيغنيو راو»، أفاد بأن بلاده تتحمل العبء الأكبر من المساعدات لأوكرانيا، أي ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مشددا على أنه يجب حماية بولندا. ولفت إلى أن العديد من البولنديين فوجئوا باتهامات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبولندا بعدم التضامن بشأن قضية الحبوب.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، أنّ بلاده ستتوقف عن تسليح أوكرانيا لتركّز على تعزيز قوتها الدفاعية الخاصة، بعد ساعات قليلة من استدعاء وارسو للسفير الأوكراني، على خلفية الخلاف المتصل بصادرات الحبوب.

يذكر أن بولندا تتقدم الدول الداعمة لأوكرانيا، ومن أبرز مزوّديها بالأسلحة منذ بدأت الحرب الروسية في فبراير 2022.

وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي قال أخيراً: «توقّفنا عن نقل الأسلحة إلى أوكرانيا لأنّنا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة».

وقال المتحدث باسم الحكومة بيوتر مولر إن بلاده «ستنفذ فقط الاتفاقيات التي سبق إبرامها بشأن الذخيرة والتسليح. بما في ذلك تلك الناتجة عن عقود موقّعة مع أوكرانيا».

وأوضح لقناة «تي في إن 24» أن «ما قاله ماتيوش مورافيتسكي أسيء تفسيره بأسوأ طريقة ممكنة، في رأيي أن رئيس الوزراء قصد أننا لن نسلم أوكرانيا الأسلحة الجديدة التي نبتاعها حالياً بهدف تحديث الجيش البولندي».

ووقّعت وارسو صفقات تسلّح عدة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للحصول على دبابات «كيه 2 بلاك بانتر» ومدافع «كيه 9 هاوتزر». وتعد بولندا بلد عبور لأسلحة تزوّد الولايات المتحدة ودول غربية كييف بها. وتستضيف بولندا نحو مليون لاجئ أوكراني استفادوا من مختلف أنواع المساعدات الحكومية. لكنّ حدّة الخلاف بين وارسو وكييف تصاعدت في الأيام الأخيرة بسبب الحظر الذي فرضته بولندا على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مزارعيها.

من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم أنّها بصدد إنهاء حظر الاستيراد على واردات الحبوب من أوكرانيا، معتبرة أنّ الاختلالات في أسواق الدول الخمس الأعضاء في التكتّل والمتاخمة لأوكرانيا زالت. لكن بولندا والمجر وسلوفاكيا سارعت إلى إعلان رفضها الإذعان لهذه الخطوة.

ويعدّ الوضع في بولندا التي تستعدّ لإجراء انتخابات الشهر المقبل بالغ الحساسية، خصوصاً أنّ الحكومة اليمينية الحالية تستند إلى دعم قوي في المناطق الزراعية.

وردّت أوكرانيا على مواقف بولندا والمجر وسلوفاكيا بالتهديد برفع شكوى ضدّ هذه الدول أمام منظمة التجارة العالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version