الدوحة- خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى روسيا في يونيو/حزيران الماضي، وإلى أوكرانيا في يوليو/تموز الماضي، وافقت دولة قطر على الطلب الأوكراني للتوسط مع روسيا بشأن لمّ شمل أطفال قصر مع عائلاتهم في أوكرانيا.

تضمنت عملية الوساطة التي تكللت بالنجاح لمّ شمل آمنا لـ4 قاصرين مع عائلاتهم في أوكرانيا، وشملت الحصول على موافقة العائلات على نقل القاصرين إلى أوكرانيا، وتحديد هوية القاصرين، والتحقق من معلومات الهوية، والتنسيق مع المنظمات الإنسانية، فضلاً عن الترتيبات اللوجيستية للمّ شمل القاصرين مع أسرهم إلى بلدهم.

واستضاف ممثلون قطريون القُصّر في السفارة القطرية في موسكو، وقاموا بتسهيل مغادرتهم الآمنة إلى أوكرانيا، وذلك بعد تعاون كييف وموسكو لضمان سلامة وأمن الأطفال ومغادرتهم إلى أوكرانيا، وتوفير الرعاية والعلاج.

وإلى منطقة جيتومير في أوكرانيا، يتوجه طفل انفصل عن والدته منذ حوالي عام ونصف العام، إذ كان في المستشفى عندما بدأت الحرب وفقد الاتصال بوالدته، وقد تم لمّ شمله مع والدته في روسيا والتوجه إلى أوكرانيا.

وإلى العاصمة كييف، تتوجه شابة تبلغ من العمر 17 عاما، حيث سيتم لمّ شمل القاصر مع عائلتها في أوكرانيا.

وهناك طفلان آخران يتوجهان أيضا إلى كييف بعد قرار السماح لهما بلمّ الشمل مع عائلتهما من قبل السلطات الروسية بعد وساطة قطرية سهّلت هذا الأمر خلال الفترة الأخيرة.

وتضمنت عملية لمّ شمل الأطفال القصر ما يلي:

  • القاصر 1: العمر 7 سنوات والدته معتقلة في روسيا، وكان القاصر في دار للأطفال خلال الفترة الماضية، لكن جدته سافرت من أوكرانيا إلى روسيا عبر إستونيا لاصطحابه إلى أوكرانيا.
  • القاصر 2: عمره عامان، انفصل عن والدته منذ حوالي عام ونصف العام، إذ كان في المستشفى عندما بدأت الحرب وفقد الاتصال بوالدته.
  • القاصر 3: العمر 17 سنة، سيتم لمّ شمل القاصرة مع عائلتها في أوكرانيا.
  • القاصر 4: العمر 9 سنوات، من كييف كان مع أجداده في منطقة خيرسون عندما اندلعت الحرب وسيتم لمّ شمله مع والديه بأوكرانيا.

ومن جانبها، قالت وزيرة الدولة القطرية لشؤون التعاون الدولي لولوة الخاطر، في تصريح للجزيرة نت، إنه “في عالم يتسم بالانقسام، نحتفل اليوم بقوة الوحدة حيث نشهد لمّ شمل الأطفال وأسرهم”.

وأعربت لولوة الخاطر عن امتنانها للمفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا ماريا فوفا – بيلوفا، ومفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس، لتفانيهما الذي لا يتزعزع واحترافهما المثالي في المهمة الحاسمة المتمثلة في لمّ شمل الأسر التي مزّقتها الصراعات.

وشددت على أن دولة قطر بذلت جهودا دؤوبة في تسهيل هذا النجاح، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز هو شهادة على القوة الدائمة للتعاون والدبلوماسية “ونحن نقف بحزم في التزامنا بهذه القضية الإنسانية ونأمل أن يظل تعاوننا رمزًا ملهمًا للأمل والتعاطف”.

أما المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا ماريا فوفا – بيلوفا فقد ثمنت الدور القطري في إنهاء هذه العملية بنجاح، وقالت إنه كان لابد من وجود طرف محايد يكون مضطلعا على العملية بتفاصيلها.

وأضافت بيلوفا في تصريح للجزيرة “نحن نعمل في إطار مشكلة الأطفال منذ فترة طويلة لكن للأسف المجتمع الغربي ووسائل الإعلام في كثير من الأحيان تقوم بنقل الأخبار بطريقتها، ولا تعترف بأن روسيا تقوم بتسليم الأطفال، ولا تضع أي عقبات أمام هذه العملية، ولذلك فمشاركة دولة قطر هي بمثابة الشاهد على ذلك”.

ويعد النجاح القطري في لمّ شمل الأطفال القصر مع ذويهم في أوكرانيا أحدث حلقات النجاحات الدبلوماسية القطرية، التي تميزت بقدرتها على تفكيك جميع القضايا التي توكل إليها والوصول إلى حلول ناجحة للتخفيف من حدة الأزمات في العالم.

ويأتي نجاح الوساطة القطرية بين روسيا وأوكرانيا للمّ شمل الأطفال القصر، وسط آمال بتدخل قطري لتخفيف حدة التوتر بين البلدين لتهدئة حدة الصراع والحرب الدائرة بين البلدين منذ فبراير/شباط 2022.

وقالت لولوة الخاطر في تغريدة على موقع إكس “نعرب عن امتناننا لروسيا وأوكرانيا لالتزامهما بلمّ الشمل الناجح للأطفال الأوكرانيين مع أسرهم، وستواصل قطر جهود الوساطة في هذا السياق وغيره، بما يتماشى مع مبادئها تجاه حل النزاعات وصنع السلام”.

وفي بيان لها بمناسبة إعلان نجاح الوساطة، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن نجاح هذه العملية يعكس موثوقية قطر دوليا لدى مختلف الأطراف والتزامها الدائم بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، واستعدادها للقيام بدور بناء وفاعل في مختلف الأزمات والصراعات التي يواجهها العالم اليوم.

وكانت المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا أعلنت في مارس/آذار الماضي، لمّ شمل 15 طفلا ممن تم إجلاؤهم إلى روسيا، مع أقربائهم في أوكرانيا.

وأوضحت بيلوفا أن هناك 380 طفلا كانوا تحت رعاية المؤسسات الاجتماعية في 19 منطقة، تم لمّ شملهم بأقربائهم، مشيرة إلى أنه لم يتم حرمان أي منهم من عائلاتهم، وأنه في حال التأكد من وجود أوصياء قانونيين عليهم، يتم التواصل معهم على الفور.

وأكدت بيلوفا أن روسيا ستنظر في جميع الطعون المقدمة حول “حرمان روسيا للأطفال من ذويهم أو أقربائهم”، وحلها بشكل قانوني، قائلة “بالنسبة لنا، الأولوية الأولى هي قرابة الدم”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version