قالت صحيفة “ذي الماركر” الإسرائيلية إن هجوم مسيرة حزب الله على قاعدة للواء غولاني قرب حيفا سلط الضوء على العيوب التي تعاني منها منظومة الاعتراض الإسرائيلية، وإن على إسرائيل أن تتدبر حلولا في أسرع وقت ممكن، وتحاول الاستفادة من تقنيات مجربة في حروب أخرى مثل أوكرانيا.

ووصف الكاتب ساغي كوهين، في تقريره، كيف أن منظومة الاعتراض الإسرائيلية تستطيع التصدي بشكل فعال لصواريخ قصيرة المدى وباليستية متطورة، لكنها تواجه صعوبات في التعامل مع المسيرات التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة. وأوضح كوهين أن هذا الخلل يستدعي تطوير حلول عاجلة، خاصة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل جراء الهجمات بالطائرات المسيرة.

وقُتل 4 جنود إسرائيليين في انفجار مسيرة أطلقها حزب الله، واستهدفت قاعدة بحرية يتدرب فيها جنود لواء غولاني قرب حيفا، ناهيك عن عشرات الجرحى، حالة بعضهم حرجة.

ولم يكن الهجوم الأخير الأول من نوعه، حيث أكدت التقارير أن حزب الله تمكّن سابقا من استهداف أهداف داخل إسرائيل باستخدام مسيرات.

وذكر كوهين نجاحات الحزب في توجيه ضربات داخل إسرائيل، مثل الهجمات على منازل ومواقع عسكرية، مما يعكس قدرة الحزب على استغلال الثغرات في الدفاعات الإسرائيلية.

أسلحة جديدة

وقال كوهين إن المسيرة التي استهدفت قاعدة غولاني من طراز “صياد 107” -التي تتميز بمدى يصل إلى 100 كيلومتر- قادرة على الطيران على ارتفاع منخفض، مما يصعب كشفها من قِبل أنظمة الرصد الإسرائيلية.

وهذه الطائرات الصغيرة، التي تتميز بتكلفتها المنخفضة، تشكل تحديا كبيرا لقوات الدفاع الإسرائيلية، خاصة مع استخدام المواد التي لا تعكس الأمواج الرادارية، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الطراز اخترق الأراضي الإسرائيلية عشرات المرات.

وحسب تقرير أولي، دخلت المسيرة من جهة البحر بالتزامن مع مسيرة أخرى جرى التصدي لها قبالة سواحل ناهاريا، وتحمل المسيرة التي استهدفت قاعدة غولاني رؤوسا متفجرة صغيرة نسبتها بضعة عشرات الكيلوغرامات، لكنها تعوض عن ذلك بمدى طويل ودقة عالية وبصمة رادارية منخفضة، مما يجعل من الصعب على أنظمة الرصد كشفها.

هجوم مزدوج لحزب الله.. هل أصبحت مسيرات حزب الله تشكل عبئا على إسرائيل؟

ورغم وجود منظومات رادار متطورة مثل القبة الحديدية وطائرات سلاح الجو، فإن نسبة نجاح الاعتراض ضد الطائرات المسيرة أقل من تلك التي تحققها ضد الصواريخ والقذائف. وبالنسبة لكوهين، هذا الأمر يستدعي تطوير نُظم جديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة.

وذكر مسؤولون إسرائيليون مرارا خلال الحرب أن إسرائيل غير جاهزة لمواجهة أخطار المسيرات وطائرات الدرون، حيث اختارت وزارة الدفاع التركيز على تهديدات أخرى، فطورت على مر العقود منظومة اعتراض بطبقات مختلفة ضد الصواريخ والقذائف.

وأثبتت منظومة الدفاع -حسب المسؤولين- نجاحها ضد الصواريخ الإيرانية، لكن إسرائيل أهملت التهديدات التي تحلّق على علو منخفض مثل المسيرات، لأسباب تتعلق بالموازنة والتسيير الأمثل للموارد.

وفي مواجهة هذه التحديات، أعرب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري عن ضرورة تطوير أنظمة حماية أفضل ضد المسيرات.

وقد بدأت إسرائيل بالفعل في دراسة حلول جديدة، بما في ذلك نظام “ماغان أور” الذي تستخدمه شركة رفائيل، والذي يعتمد على الليزر لتدمير الأهداف.

ورغم أن الجيش حقق نجاحات غير قليلة في كشف واعتراض مسيرات حزب الله، فإن ما حدث في قاعدة لواء جولاني يثبت أن الحزب وتنظيمات أخرى في محور المقاومة تعرفت على الثغرة في منظومة الاعتراض وتستغلها حاليا.

الحلول المقترحة

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مجموعة من الحلول الجديدة التي يتم تطويرها واختبارها ميدانيا لمواجهة هذه التهديدات، وتتضمن هذه الحلول:

  1. منظومة “ماغان أور”: تقوم شركة رفائيل بتطوير منظومة “ماغان أور”، التي تعتمد على تكنولوجيا الليزر لتدمير الأهداف. ومن المتوقع أن تدخل هذه المنظومة في الخدمة قريبا، مما قد يعزز القدرة على اعتراض الطائرات المسيرة بفعالية.
  2. مدافع فولكان الرشاشة “إم 61”: تعتبر مدافع فولكان من الخيارات الأخرى التي تدرسها إسرائيل لتدمير مسيرات حزب الله. وهذه المدافع مزودة بست أسطوانات وتتمتع بقدرة إطلاق قذائف بسرعة عالية، ويمكن توجيهها تلقائيا باستخدام الرادار، مما يزيد فعاليتها في مواجهة الطائرات المسيرة.
  3. النظام الصوتي: أشار كوهين إلى حلول أخرى تم تطويرها في مناطق مثل أوكرانيا، التي تمكنت من إيجاد طرق بسيطة وفعالة للتصدي للطائرات المسيرة الروسية. وأحد هذه الحلول هو النظام الصوتي، الذي يعتمد على شبكة من أجهزة الاستشعار الصوتية والميكروفونات، ويستخدم برنامجا للتعرف على البصمة الصوتية الخاصة بالطائرات المسيرة. وقد استفادت أوكرانيا من الطبيعة الصوتية لمحركات الطائرات المسيرة، مما ساعد في نجاح هذا النظام. ووفقًا للتقارير، قد يفكر الجيش الأميركي في تبني نظام مشابه بسبب فعاليته.

واختتم كوهين بالقول إن البعض في إسرائيل بدأ يدعو إلى حلول مماثلة، لكن من المبكر -حسب رأيه- الجزم بما إذا كان “الحل الأوكراني” مناسبا.

وأشار إلى أن المسيرات في أوكرانيا تقطع مسافات شاسعة فوق مناطق مسطحة، بحيث يكون لدى أنظمة الاعتراض متسع من الوقت للتعرف عليها وإسقاطها، لكن العوامل الطبوغرافية في إسرائيل مختلفة، والمدى أقصر بكثير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version