اختتمت اليوم الجولة الأولى من المحادثات بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن من ناغورني قره باغ حول إعادة دمج هذا الإقليم، بينما اتهمت أرمينيا روسيا بالفشل في مهمتها لحفظ السلام في هذه المنطقة.

ووصفت الرئاسة الأذرية -في بيان- المحادثات التي عقدت في مدينة يفلاخ غرب باكو برعاية روسية بالبناءة، وقالت إنها جرت في أجواء إيجابية، حيث تمت مناقشة قضايا إعادة إدماج الأرمن في الإقليم وترميم البنية التحتية فيه، وتنظيم العمل وفقا لدستور وقوانين جمهورية أذربيجان.

وأضاف البيان أن اجتماعا جديدا سيعقد “في أسرع وقت ممكن” مشيرة إلى أنها تعتزم إرسال مساعدة إنسانية ومواد غذائية ووقود إلى هذا الإقليم.

ولفت إلى أنه تم التأكيد على أهمية التنفيذ السريع للنقاط الواردة في بيانها الصادر أمس الأربعاء بشأن تعليق ما سمتها عملية مكافحة الإرهاب التي كان قد بدأها الجيش الأذري أول أمس في قره باغ.

بدوره، قال الممثل الرئاسي لأذربيجان إن من الصعب توقع أن يتم حل كل القضايا مع أرمن قره باغ باجتماع واحد.

معاهدة سلام

في المقابل، قال الانفصاليون الأرمن -في بيان- إن الجانبين أعربا عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات.

كما نقلت وسائل إعلام -عن ممثل أرمن الإقليم- قوله إنه لم يتم التوصل لاتفاق نهائي وإن هناك خلافا على بعض التفاصيل.

وأوضح المفاوض الأرميني أن المحادثات الجارية يمكن أن تؤدي إلى معاهدة سلام تضع نهاية للصراع.

وفي الإطار، نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن ممثل لرئيس أذربيجان قوله إن باكو نقلت مسودة اتفاقية سلام إلى يريفان وتنتظر ردها.

بدوره، قال ديفيد بابَيان مستشار زعيم أرمن قره باغ -لرويترز- إن الأرمن هناك لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان، وإن الجميع تخلى عن قره باغ، بمن فيهم روسيا والغرب وأرمينيا.

وأضاف بابيان إنّهم وافقوا على وقف النار مع أذربيجان، لكن ما زال العمل جاريا على التفاصيل، مشيرا إلى أن مسألة تسليم السلاح ما تزال بحاجة إلى حلّ لأنّ الضمانات الأمنية التي سيحصل عليها الأرمن ما زالت غير معروفة.

وشن الجيش الأذري -الثلاثاء- عملية عسكرية خاطفة استولى خلالها على عشرات المواقع العسكرية للانفصاليين الأرمن في قره باغ، وبعد “وساطة” روسية وافق المسلحون الأرمن على إلقاء السلاح.

وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف -في خطاب ألقاه أمس- أن بلاده استعادت سيادتها على قره باغ، وبالتزامن تحدثت باكو عن بدء المسلحين الأرمن تسليم الأسلحة.

وبحسب الانفصاليين، فإن العملية الأذرية أسفرت عن 200 قتيل و400 جريح في الإقليم.

وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربين للسيطرة على هذا الإقليم، أسفرتا عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين. وبدا التحرك الأذري الأخير حاسما باتجاه وضع لهذا النزاع المستمر منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وقبل العملية العسكرية التي نفذها جيش أذربيجان الثلاثاء، كان يقيم في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الأرمن في قره باغ نحو 120 ألفا، وبحسب تقديرات باكو كانت هناك قوة أرمينية داخل الإقليم تضم نحو 10 آلاف فرد معززة بأسلحة ثقيلة تشمل 100 دبابة ومدرعة.

اتهامات لروسيا

في غضون ذلك، اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم روسيا -التي تنشر كتيبة في قره باغ منذ حرب عام 2020- بأنها أخفقت في مهمتها لحفظ سلام الإقليم ذي الغالبية الأرمينية، وقال في خطاب متلفز “لا اعتقد أن علينا أن نتجاهل إخفاق كتيبة حفظ السلام في قره باغ”.

وأكد باشينيان أن بلاده مستعدة -عند الحاجة- لاستقبال أكثر من 40 ألف عائلة من قره باغ، مما يعني أن أرمينيا يمكنها استقبال كل أرمن الإقليم، وأشار إلى أن بلاده حجزت غرفا بالفنادق وأعدت “كل شيء” لاستقبال الأرمن.

كما قال رئيس الوزراء إن اتفاق وقف النار الذي تم الإعلان عنه أمس لا يزال صامدا بشكل عام، مشيرا إلى أنه لا يوجد حاليا تهديد مباشر للأرمن في قره باغ.

وتأتي تصريحات باشينيان، بينما يواجه مظاهرات غاضبة في يريفان تندد بتعامل حكومته مع التطورات الأخيرة التي انتهت باستسلام الانفصاليين الأرمن في قره باغ.

وفي السياق نفسه قالت صحيفة “غراباراك” الأرمينية إن باشينيان أكد أنه لن يستقيل من منصبه على خلفية الأحداث في كاراباخ. من جهة أخرى وفي خطاب وجهه لمواطني بلاده بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، قال باشينيان إن بلاده بحاجة إلى التحرر من الصراع من أجل استقلالها ومستقبلها بالرغم من صعوبة هذا المسار.

وتحدث مسؤول محلي في قره باغ عن “امتلاء” مدينة ستيباناكيرت (عاصمة الإقليم) بـ”نازحين جائعين وخائفين”.

وكان مسؤولن انفصاليون تحدثوا عن إجلاء آلاف المدنيين من 6 مناطق في قره باغ -خلال العملية العسكرية الأذرية- كما أشارت قوات حفظ السلام الروسية إلى إجلاء نحو 5 آلاف من السكان وإيوائهم في أماكن تنتشر فيها.

وأكدت باكو مقتل 6 جنود روس في إطلاق نار خلال العملية العسكرية الأذرية، وقدم الرئيس علييف اعتذارا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس.

وتنتشر قوات حفظ السلام الروسية بالإقليم منذ عام 2020، وتراقب الالتزام باتفاق وقف النار الذي وُقّع في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بين أرمينيا وأذربيجان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version