حذر مسؤول كبير في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء من أن كوريا الشمالية ستواجه عواقب إذا زودت روسيا بالأسلحة في حربها ضد أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين “ستدفع كوريا الشمالية ثمن ذلك على صعيد المجتمع الدولي”.

وأقر سوليفان بأنه ليس بوسعه تحديد أي أسلحة يمكن أن تسلم، وقال إن “هذه تبقى مسالة مفتوحة حول نوع المعدات التي يمكن أن تسلم ونوعيتها”، مشددا على أن ذلك يشير إلى الكثير من الأمور بشأن روسيا التي بات يتعين عليها الاتجاه إلى دولة مثل كوريا الشمالية لتعزيز قدراتها الدفاعية.

قمة بوتين وكيم

وفي سياق متصل، أحجم الكرملين اليوم عن تأكيد قمة مقبلة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون توقع مسؤولون أميركيون انعقادها.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف “كلا، لا يمكننا تأكيد ذلك” ردا على سؤال بشأن ما إذا كان كيم سيلتقي بوتين قريبا، مضيفا “ليس لدينا ما نقوله بشأن هذه المسألة”.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس الاثنين أن الزعيم الكوري الشمالي يعتزم إجراء مباحثات مع بوتين في روسيا في إطار “مفاوضات الأسلحة” الدائرة بين البلدين بهدف إمداد موسكو بأسلحة كورية شمالية.

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون “كما سبق أن حذّرنا علانية فإن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتقدم بشكل حثيث”.

وأضافت لوسائل إعلام “لدينا معلومات مفادها أن كيم جونغ أون يتوقع أن تتواصل هذه المحادثات لتشمل حوارا دبلوماسيا في روسيا على مستوى القادة”.

وكان الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أعرب الأربعاء الماضي عن قلقه إزاء التقدم السريع في هذه المفاوضات بشأن شحنات الأسلحة المستقبلية من بيونغ يانغ إلى موسكو، ودعا السلطات الكورية الشمالية إلى “وضع حد” لهذه المناقشات.

وكشف كيربي أن “هذه الصفقات المحتملة ستؤدي إلى حصول روسيا على كميات كبيرة” من الأسلحة، خصوصا ذخيرة للمدفعية، بالإضافة إلى مواد خام لصناعات الدفاع.

من جهتها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن هذه الأسلحة “ستستخدم ضد أوكرانيا”.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، يتوقع أن يسافر كيم جونغ أون إلى فلاديفوستوك على ساحل روسيا الشرقي في قطار مدرع في وقت لاحق من سبتمبر/أيلول الجاري للقاء بوتين.

وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية إن عناصر عدة تشير إلى تقدم في المناقشات بين بيونغ يانغ وموسكو بشأن عمليات مستقبلية لتسليم الأسلحة.

وأضاف “أي شكل من أشكال التعاون بين كوريا الشمالية والدول المجاورة يجب أن يتم بطريقة لا تخل بالأعراف الدولية والسلام”.

ونادرا ما يسافر الزعيم الكوري الشمالي إلى خارج البلاد، فإلى جانب رحلاته إلى سنغافورة وفيتنام في عامي 2018 و2019 لحضور اجتماعات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قام كيم بأربع زيارات للصين، وسبق للرئيس الكوري الشمالي أن التقى بوتين في فلاديفوستوك العام 2019.

قذائف مدفعية وصواريخ

وأوردت “نيويورك تايمز” أن بوتين يريد الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية، فيما يريد كيم الحصول على تقنيات متقدمة للأقمار الصناعية والغواصات، بالإضافة إلى مساعدات غذائية.

وكانت واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي أن كوريا الشمالية زودت روسيا بصواريخ وقذائف في عام 2022 استخدمتها مجموعة فاغنر في أوكرانيا.

وأمس الاثنين، استنكر البيت الأبيض مجددا زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في نهاية يوليو/تموز الماضي لكوريا الشمالية حيث حضر عرضا عسكريا إلى جانب كيم جونغ أون، قائلا إن ذلك “محاولة لإقناع بيونغ يانغ ببيع روسيا ذخيرة مدفعية”.

وكان شويغو قال أمس إن موسكو تناقش إجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن شويغو القول “لماذا لا؟ هؤلاء جيراننا، هناك مثل روسي قديم يقول: أنت لا تختار جيرانك، ومن الأفضل أن تعيش مع جيرانك في سلام ووئام”.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أمس الاثنين نقلا عن جهاز المخابرات الكوري الجنوبي أن شويغو اقترح على زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن يجري بلداهما إضافة إلى الصين تدريبات بحرية.

عقوبات على ثلاثة كيانات

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان أعلنت في بيان مشترك الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة أن أي اتفاق لزيادة التعاون الثنائي بين روسيا وكوريا الشمالية سيعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عقد صفقات أسلحة مع بيونغ يانغ، وهي قرارات أيدتها موسكو نفسها.

وأضافت الدول الأربع أنه بعد زيارة شويغو بيونغ يانغ سافرت مجموعة أخرى من المسؤولين الروس إلى كوريا الشمالية لمتابعة المحادثات بشأن شراء الأسلحة.

وفي أغسطس/آب الماضي فرضت واشنطن عقوبات على ثلاثة كيانات متهمة بمحاولة تسهيل عمليات بيع الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا.

وتبين أن هذه الكيانات مرتبطة بمواطن سلوفاكي كانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عليه عقوبات في مارس/آذار الماضي، لتسهيله بيع أسلحة بين بيونغ يانغ وموسكو، بحسب وزارة الخزانة.

وبحسب المصدر نفسه، تواجه روسيا نفادا للذخيرة وخسارة في المعدات الثقيلة في أوكرانيا، مما يضطرها إلى اللجوء لحلفائها الرئيسيين للحصول على مساعدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version