تعرفت البشرية على القهوة قبل بضعة قرون فقط، وبدأت قصة القهوة في إثيوبيا، ثم انطلقت بعدها في اليمن لتصبح “وقود البشرية” الذي “تعمل به كل صباح”.

يسبب الكافيين تغيرا بيولوجيا في أجسامنا بلا شك. وبيّن الدكتور توماس ساندرز، أستاذ التغذية وعلم الأنظمة الغذائية في كينجز كوليدج لندن لصحيفة تلغراف البريطانية التغيرات التي تحدث للجسم منذ اللحظة التي نتناول فيها الرشفة الأولى من القهوة.

8 صباحا: أول رشفة

يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعة من الكافيين للنهوض من الفراش في الصباح، لذلك يكون تناول القهوة أو الشاي صباحا أمرا طبيعي للغاية. أما ما يحدث بعد ذلك فيعتمد على طبيعة الجسم والكمية التي تستهلكها.

كقاعدة عامة، يبلغ متوسط ​​عمر النصف للكافيين في الجسم ما بين 5 إلى 6 ساعات للبالغين الأصحاء (الوقت الذي يمر قبل انخفاض تركيز الكافين في الدم إلى النصف). يقول البروفيسور ساندرز: “الأمر المهم الذي يجب التأكيد عليه هو أن هناك قدرا كبيرا من التباين في الاستجابة الفردية للقهوة؛ وقد يكون بعض ذلك وراثيا، وقد تكون هناك أيضا اختلافات بين الجنسين في الطريقة التي نحلل بها القهوة أيضا”.

يتغير مزاجك فورا وتشعر بالسعادة مع كل رشفة، لا تفرح كثيرا فهذا ليس تأثير القهوة، هذا التغيير الفوري في مزاجك من المرجح أن يكون تأثير الدواء الوهمي وليس تغييرا بيولوجيا، تحسن مزاجك لأنك تحب القهوة ليس أكثر.

ويقول البروفيسور ساندرز: “للشعور بتأثيرات القهوة، عليك أن تسمح لها بالامتصاص والوصول لمجرى الدم. ما تشعر به في هذه المرحلة من المرجح أن يكون تأثيرا نفسيا فقط”.

ويستغرق امتصاص الكافيين في مجرى الدم حوالي 20 دقيقة، لذا يجب أن تبدأ الآن في الشعور بالتأثيرات الإيجابية.

8.20 صباحا: زيادة الطاقة وزيادة معدل ضربات القلب

يقول البروفيسور ساندرز: “أول ما تشعر به هو زيادة معدل ضربات القلب. إذا كنت في حالة خمول، فسوف يمنحك ذلك دفعة طفيفة من الطاقة، وهذا هو السبب في أن العديد من الناس يعتمدون على فنجان القهوة في الصباح”. وهذا هو السبب أيضا وراء نصح الأشخاص المصابين بأمراض القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب، بتجنب شرب مشروبات قوية منشطة في الصباح.

ويتحسن أداؤك العقلي بالفعل خلال هذه الدقائق الـ20؛ ستشعر بمزيد من اليقظة والنشاط والقدرة على معالجة المهام. ويتسبب تدفق القهوة إلى مجرى الدم في إفراز الأدرينالين، وهذا ينشط وضع “القتال أو الهروب” لدينا.

يقول البروفيسور ساندرز: “إن مستويات تركيزك ربما تستمر في التحسن تدريجيا من هنا، وتبلغ ذروتها بعد حوالي ساعة. ويعتمد الأمر حقا على كمية الكافيين التي تناولتها، وأيضك”.

أيضا عند علامة الدقيقة الـ20 يأتي أحد أكثر تأثيرات الكافيين إثارة للاهتمام، وهو سعادتك الغامرة وأنت تحمل فنجان قهوتك.

8.30 صباحا: نداء الطبيعة

يعتبر الكافيين مدرا للبول، لذا بعد حوالي نصف ساعة من فنجان الصباح، قد تشعر بالحاجة إلى التبول (يمكن أن يحدث هذا بسرعة تصل إلى 5 دقائق بعد شربه). وجدت إحدى الدراسات أن فنجانا صغيرا من القهوة لن يسبب الجفاف، وهذا يعني أن أولئك الذين يستهلكون القهوة بكميات معتدلة لا يحتاجون إلى التعويض عن ذلك بالماء الزائد.

ويحذر البروفيسور ساندرز :”الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المثانة أو البروستاتا قد يرغبون في توخي المزيد من الحذر عند تناول فنجان من القهوة، حيث قد يكون التأثير المدر للبول أكثر قوة”.

9.30 صباحا: تحفيز الأمعاء

تحفز المركبات الموجودة في القهوة الأمعاء، وهذا يؤدي إلى دفع الفضلات للخارج بشكل أسرع من المعتاد. لذا، يقول البروفيسور ساندرز، بعد 60 إلى 90 دقيقة من تناول القهوة، قد تشعر بـ”تشنج بسيط في الأمعاء”، وهذا يشير إلى أنه حان الوقت لزيارة أخرى للحمام. يحدث هذا مع القهوة منزوعة الكافيين أيضا، إنها مادة أخرى موجودة في القهوة، وليست الكافيين.

يقول البروفيسور ساندرز: “ارتبط شرب القهوة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويرجع أحد الآراء إلى تأثيره على حركة الأمعاء”.

كما ثبت أن القهوة تقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين زادوا من تناولهم للقهوة على مدى 4 سنوات كان لديهم خطر أقل بنسبة 11% للإصابة بالمرض من أولئك الذين لم يزيدوا من استهلاكهم للقهوة.

ويدور حوار في المجتمع الطبي حول مدى قدرة القهوة على تهيج أحماض المعدة. يقول البروفيسور ساندرز: “بالنسبة لبعض الناس، يمكن للقهوة السوداء أن تزيد من إفراز المعدة للحمض؛ ولكن ليس دائما. الأدلة غير قاطعة، على الرغم من أن بعض الناس يقولون إذا كانت معدتك حمضية، فتجنب القهوة السوداء”.

11 صباحا: الانهيار المروع

الآن ربما تكون أنجزت قائمة مهماتك الطويلة، ولكنك بدأت تشعر بالتعب الشديد. لقد انخفض مستوى الكافيين. تتضمن علامات انخفاض مستوى الكافيين الصداع والتعب المفرط وعدم القدرة على التركيز والانفعال.

12 ظهرا: الرغبة الشديدة في تناول المزيد من الكافيين

يقول البروفيسور ساندرز: “عندما تستهلك شيئا ما لفترة من الوقت، تتكيف المستقبلات في دماغك عليه. تستغرق هذه العملية بعض الوقت حتى تعود إلى طبيعتها بعد إزالة القهوة من النظام، حيث يتوقع جسمك بأنك ستحصل على جرعة أخرى، وهذا من شأنه أن يوقظك”.

هذا التوقع هو ما يدفع الكثير منا إلى تناول فنجان قهوة بعد الظهر، وهذا يبدأ الحلقة من جديد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version