بغداد- يشهد العراق ارتفاعا في حالات الكوليرا والحمى النزفية، حيث تجاوزت حالات الكوليرا 400 حالة، في حين تجاوزت حالات الحمى النزفية 190 حالة، و26 حالة وفاة خلال العام الحالي. في المقابل كثفت السلطات الصحية جهودها للسيطرة على الوضع من خلال حملات توعية واسعة، وتوفير العلاج المناسب، مؤكدة أن لديها القدرة والخبرة لمواجهة هذه الأمراض، داعية وسائل الإعلام إلى تكثيف جهودها في نشر الثقافة والوعي الصحي.

وأكدت الصحة العراقية -وعلى لسان المتحدث باسمها الدكتور سيف البدر في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- أن الوفيات والإصابات بمرض الحمى النزفية خلال العام الحالي بلغت 185 حالة إصابة و26 حالة وفاة توزعت وفق التالي “بمحافظة ذي قار: 40 إصابة و6 حالات وفاة، أما نينوى: 26 إصابة و7 حالات وفاة، البصرة: 18 إصابة، بغداد/الرصافة: 17 إصابة و4 حالات وفاة، واسط: 14 إصابة وحالة وفاة واحدة، وبابل: 9 إصابات وحالة وفاة واحدة، وبغداد/الكرخ: 8 إصابات”.

وتابع: “في ميسان: 8 إصابات، وحالتا وفاة، ديالى: 7 إصابات وحالة وفاة واحدة، أربيل: 7 إصابات، المثنى: 6 إصابات، دهوك: 5 إصابات وحالة وفاة واحدة، كركوك: 4 إصابات وحالة وفاة واحدة، النجف: 4 إصابات، الديوانية: 4 إصابات، وحالتا وفاة، كربلاء: 3 إصابات، السليمانية: 3 إصابات، صلاح الدين: إصابتان، الأنبار: لا يوجد”.

كما أكد البدر أن “الإصابات بمرض الكوليرا تجاوزت 400 حالة، حيث سجلت 119 إصابة في محافظة السليمانية و109 في كركوك في حين سجلت محافظة ديالى 107 إصابات”.

والحمى النزفية تعتبر من الأمراض المتوطنة في العراق، إذ شخصت أول حالة في البلاد عام 1979، ومنذ ذلك التاريخ تسجل إصابات في عدد من محافظات العراق بمعدلات مسيطر عليها، بحسب الصحة العراقية.

ويعد المرض من الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وينتقل من شخص مصاب أو من حشرة القرادة كوسط ناقل، ولا ينتقل من خلال تناول اللحوم المطبوخة جيدا.

أما مرض الكوليرا، فهو يعد من الأمراض المعوية المعدية التي تسببها سلالات جرثوم “ضمة الكوليرا”، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق براز المريض أو بوله، أو إلى غيره من الناس، أو مع الطعام أو الشراب.

رسائل من وزارة الصحة

أكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية أن حالات الكوليرا في العراق قد تجاوزت حاجز الـ400 حالة خلال العام الحالي، مشيرا إلى أن معظم هذه الحالات كانت بسيطة إلى متوسطة وتمت معالجتها بنجاح. وقد تم تسجيل أكبر عدد من الحالات في محافظة السليمانية، تليها كركوك، ثم ديالى، وأخيرا بغداد.

وأوضح البدر – في حديث لـ”الجزيرة نت”- أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة ناجمة عن الكوليرا هذا العام، مضيفا أن هذا المرض يعتبر متوطنا في العديد من بلدان العالم، بما في ذلك العراق ودول المنطقة.

وفيما يتعلق بالحمى النزفية، أفاد البدر بأن عدد الإصابات المؤكدة قد تجاوز 190 حالة، و26 حالة وفاة، مشيرا إلى أن الإصابات والوفيات تركزت بشكل كبير في محافظة ذي قار للعام الثاني على التوالي.

وعن القدرة الوطنية على مواجهة هذه الأمراض، أكد البدر أن الوزارة لديها الخبرة والقدرة الكاملة لتشخيص هذه الأمراض والتعامل معها بفعالية، مشيرا إلى أن الرعاية الطبية قد تم تقديمها لجميع الحالات المصابة.

وفيما يخص برامج التوعية الصحية، أشار البدر إلى أن الوزارة قامت بتعميم عشرات وربما مئات الرسائل التوعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة، منها الرسائل النصية والتصاميم والفيديوهات والرسوم الكارتونية، وقد حاولت الوزارة إيصال هذه الرسائل إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، على الرغم من أن استجابة وسائل الإعلام لنشر هذه الرسائل كانت متفاوتة.

ودعا البدر وسائل الإعلام إلى تكثيف جهودها في نشر الثقافة والوعي الصحي بشأن هذه الأمراض وغيرها من الأمراض الأخرى، مؤكدا أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والإعلامي في مواجهة التحديات الصحية.

تهديد للحياة

وقالت الدكتورة ميريام يوسف إن سر النجاة من مرض الكوليرا يكمن في العلاج المبكر وتعويض السوائل المفقودة بسرعة. وأوضحت أن الإسهال والقيء الشديدين المصاحبين للمرض يمكن أن يؤديا إلى جفاف حاد وفشل في الأعضاء الحيوية إذا لم يتم علاجهما بشكل فوري.

وقالت الدكتورة ميريام يوسف خلال حديثها للجزيرة نت إن بروتوكول علاج الكوليرا يعتمد بشكل أساسي على:

  • تعويض السوائل: إعطاء محلول لإعادة الترطيب الفموي “أو آر إس” (ORS) لتعويض السوائل والأملاح المفقودة، وهو العلاج الأمثل في معظم الحالات.
  • العلاج الوريدي: في الحالات الشديدة، يلجأ الأطباء إلى إعطاء السوائل عن طريق الوريد لتعويض الفقدان الحاد والسريع.
  • المضادات الحيوية: قد تستخدم المضادات الحيوية لتقليل مدة الإسهال وشدته، ولكنها ليست ضرورية في جميع الحالات.
  • مكملات الزنك: خاصة للأطفال، حيث تساهم في تقليل مدة الإسهال وتحسين عملية الشفاء.

وشددت الدكتورة يوسف على أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية وشرب المياه النظيفة للوقاية من المرض والحد من انتشاره.

وفيما يتعلق بالحمى النزفية أوضحت الدكتورة ميريام يوسف أنها تنتقل عادة عن طريق لدغات الحشرات أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم المصابة.

وأشارت إلى أن أعراض الحمى النزفية تشمل الحمى الشديدة، وآلام العضلات والمفاصل، والنزيف من الأنف أو اللثة، بالإضافة إلى الغثيان والقيء والإسهال في بعض الحالات، مؤكدة أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفوري لتجنب المضاعفات الخطيرة.

وللوقاية من الحمى النزفية، نصحت الدكتورة يوسف بتجنب لدغات الحشرات، وتجنب الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة، والحفاظ على النظافة الشخصية، مشددة على أهمية التوعية المجتمعية بأخطار هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version